بكل واحد من الأجزاء التي لا تتجزأ من الجسد وذلك لما مر مبينا من أنه لا يمكن وجود الجزء الذي لا يتجزأ من الجسم وإنما هو افتراض موهوم.
وزيادة على ذلك إن هذا الفرض يستلزم تعدد الادراكات بتعدد الأجزاء المفروضة وتعدد الارتباطات بها فيكون المعلوم الواحد معلومات متعددة وهو باطل بالبداهة والوجدان.
لا يمكن أن تدعي أن هذه الادراكات من الأجزاء تتوحد بمدرك واحد يجمعها ويوحدها وهو وراء الدماغ وخلاياه وتلافيفه كما يفعل ذلك مجمع العصب البصري: فإنا نقول لك إن هذا الموحد للإدراكات إن كان روحيا فقد ثبت مطلوبنا وإن كان جسمانيا سألناك أيضا هل يقبل القسمة أو لا يقبلها فإن قلت يقبل القسمة عاد كلامنا بأن ما لا ينقسم لا يمكن أن يرتبط بالارتسام ونحوه بمجموع ما ينقسم إلى آخر ما قلناه وتتبعك بذلك مهما كررت في كلامك وافتراضاتك.
وأما أنها لا يمكن أن يكون المدرك فاعل الادراك جزءا واحدا جسمانيا لا يقبل القسمة ولا يتجزأ أو هباءة واحدة لو أمكن وجود الجزء الذي لا يتجزأ. فلانا نجد أنا ندرك المركبات المقدارية بطولها وعرضها وعمقها ندركها شيئا واحدا دفعة واحدة بإدراك واحد. ومن البديهي أن المركب المقداري والقابل للانقسام إلى أجزاء كثيرة لا يمكن أن يرتبط جميع أجزائه بالارتسام ونحوه دفعة واحدة بجزء لا ينقسم لو أمكن فرضه.
دود الحرير وأعمال النفس فيه 4 - هذه المشاهدات في الأدوار المستمرة لدود القز والحرير في نشأته وأطواره ومواليده تعرفنا كيف تغادر نفسه جسده وتتركه فاقد الحياة قد استولت على عامة أعضائه آثار الموت وتغيرات الفناء كالجمود والتقلص والذبول المشوه والمعدم للصورة فيظهر عليه ذلك بأجلى مظاهر