السعادة الأبدية بالنفس والجسد وإليك البرهان: إن جزاء الصالحين الأبرار كما تشهد به الكتب الإلهية وكما يقر به جميع أرباب الأديان المعروفة بلا استثناء إنما يكون في نعيم الملكوت حيث يقاسمون الله وملائكته وقديسيه سعادتهم الأبدية وتشهد تلك الكتب بأن الله روح لا تضمها مادة فليس هذه لله وملائكته محلا معينا ترتكز عليه المادة.
عمانوئيل: يا رمزي أنت تعرف وستسمع في صحيفة 533 و 534 ما وقع فيه في هذا المقام من تعتمد في كلامك على مكتوبه وما لقحم فيه من مخالفة الحقيقة الواضحة ومن التناقض الصريح عجبا للانسان المتقحم! ويا رحمة لانحطاط البرهان المسكين يا رمزي أي كتاب إلهي يقول بلفظه أو مأل معناه أن نعيم الصالحين يكون في الآخرة بنحو تقدس الله عن المادة وبنحو كماله الذاتي وغناه وأبديته ومعنى وجوب وجوده وأنهم يشاركون الله ويقاسمونه في قدسه ووجوب وجوده وكماله الإلهي.
أليس من الممكن أن ينالوا من مواهب الله وأعمال قدرته سعادة أبدية تناسب جسمانيتهم بدون أن يستلبوا مقام جلال الله وقدسه ووجوب وجوده ويقاسموه في ذلك؟
يا للعجب هذه المادة المقرونة بفقر الامكان وتقلب الصور يسمح لها بعض الناس أن تكون أزلية أبدية من دون اعتماد على واجب الوجود القادر ولا يسمحون لها بالخلود بقدرة الإله الأبدي القادر واجب الوجود.
كيف ينسب إلى الكتب الإلهية وأرباب الأديان ما نسبه؟
أوليس هذا قرآن المسلمين يقول في الآية الخامسة والعشرين من سورة البقرة (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم أزواج مطهرة وهم فيها خالدون) ويقول في سورة الواقعة المكية 12 (في جنات النعيم) والآيات، 15 - 26 (على سرر