في تعليل الأعمال والأفعال يتوهم المتوهم أو يغالط المغالط بأن أعمال الانسان وتروكه معللة بأمور جسدية. أما طبيعية للجسد كالمزاج والسحنة وأما كسبية كالأخلاق المكتسبة من العادة أو مقتضى البيئة والمحل أو المحيط كالقرين والخليط والأحوال ونحو ذلك.
ولكن صدق الاعتبار والاشراف على الحقائق الراهنة يجلو غبار الأوهام ويضمحل به سراب المغالطات. وإليك بعض ما ينبهك من الغفلات.
المزاج وأعوانه ترى ما لا يحصى من الشبان والكهول ذوي المزاج الدموي الحاد القوي والراحة والقوة والعيش الرغيد وهم غير مزوجين وفي شدة الشوق والحاجة إلى مقاربة النساء وفي موقع وحرفة يكثر فيها ابتلائهم بالنساء الجميلات المتبرجات والداعيات إلى أنفسهن بمغوى الكلام السحار ومغازلة الإشارات ومخادعة الجمال الفتان وتراهم مع ذلك على جانب كبير من العفة والتقوى.
تمثل له عفته وتقواه المرأة الأجنبية مثال الحجارة وتجعل سحر كلامها ومخادعة إشاراتها كالرقم على الماء يقضون على ذلك السنين والأزمان وترى الكثير من المتقدمين بالسن ذوي المزاج البلغمي والقوة الساقطة وهم في غنى عن الزنا بوجود نسائهم ومع ذلك يتطلبون ويقتحمون في شناعته وخسارته ومتاعب تحصيله ورذالة تطلبه ومضار عاقبته. يتسارعون إليه سواء حصلت لهم امرأة جميلة أو قبيحة. وكم ترى بين الفريقين المذكورين من ذوي الدرجات المختلفة في العفة والزنا. أما إن الالتفات إلى ذلك يعرف الحر أن العفة والتقوى، والفساد و