رمزي: ها هو القرآن قد كثر قول الله. (يضل الظالمين) (والكافرين) والمسرف المرتاب. كما في سورة إبراهيم 27 والمؤمن 74 و 34 (ويضل من يشاء) كما في سورة الرعد 27 وإبراهيم 4 والنحل 93 والفاطر 8 والمدثر 31 وأن من يضلله لا هادي له. كما في سورة النساء 88 و 143 والأعراف 178 و 186 والرعد 33 والاسراء 97 والكهف 17 والمؤمن 33 والزمر 23 و 36 والشورى 44 و 46 والجاثية 23 وأن الله يطبع على قلب الأثيم كما في سورة النساء 155 والأعراف 100 والتوبة 93 ويونس 74 والنحل 108 والروم 59 والمؤمن 35 ومحمد 16 ومعنى ذلك أنه لا يترك قلبه ينفتح للهداية بل يكون مداوما على فعل الشر. وإن الله يختم على قلوب الضالين بمعنى يطبع عليها كما في سورتي البقرة 7 والجاثية 23.
الشيخ: هذا من المتشابه الذي أشار إليه القرآن. لماذا لم تعرف أن المراد من الاضلال في هذه الموارد هو قطع العناية عن المتمرد في جذبه إلى الإيمان والصلاح وذلك لأجل خروجه بتمرده عن كونه أهلا للعناية والتوفيق.
فيوكل إلى انهماكه بتمرده بعد ما قامت عليه الحجج ووضحت له الدلالة على طريق الصلاح والنجاة والسعادة.
ولأجل أن عناية الله بالتوفيق لها المداخلة الكبيرة في جذب الانسان إلى الصلاح والاهتداء - ومقاومته للهوى والأميال الردية.
كان انقطاع العناية عن المتمرد والخذلان له مما يستحسن أن يستعار له لفظ الاضلال إشعارا وإلفاتا إلى نعمة العناية وكبير أثرها في الاهتداء.
فلا يتشبث بسطح اللفظ من دون التفات إلى ما توضحه القرائن الكثيرة من المراد بحسن الاستعارة ونكات التفنن في البيان.
ها هو القرآن نفسه يبين بمضامينه ما ذكرناه إذ يقول في الآية