إلجاء بل هو حجة ودليل يهدي إلى الإيمان من لم يتلوث بالموانع وسفسطات التشكيك وعناد الأهواء، فلا يلزم فيه رفع الموانع التي احتجبوا بها عن نور عقولهم وشرف إنسانيتهم بسوء اختيارهم للعصبية والحسد واتباع الهوى والتقليد في أمر الدين مما لم يحتجبوا به في القليل والكثير من أمور معاملاتهم وأموالهم ومنازعاتهم وحججهم بل ترى لهم في أمورهم رشدا وتمييزا لما هو دون المعجز ودونه في الدلالة والحجة وترى لهم صحة استدلال واعتماد على العقل فيما هو أخفى من دلالة المعجز.
تنوع المعجز بحسب الحكمة عمانوئيل: لماذا اختلفت معجزات الرسل فكان لموسى نوع من المعجز وللمسيح نوع من المعجز ولنبي الاسلام نوع من المعجز؟
الشيخ: اللازم في حكمة تحصيل الغرض من المعجز أن يكون كافيا من جهة ذاته في الحجة والدلالة والاقناع للذين يدعوهم النبي أو الرسول إلى الإيمان. ويكون بعيدا عن وساوس جهلهم ومثار شكوكهم.
ولا شك في أن لكل أمة معارفا وفنونا يتقدمون فيها ويعرفون نتائجها التي تنالها قدرة البشر المحدودة ويميزون ما هو خارج عن قدرة البشر مما هو من نحو نتائجها فمقتضى الحكمة أن يكون المعجز بحسب كل قوم مما يعرفون خرقه للعادة وخروجه عن قدرة البشر بحسب ميزانهم من العلم الذي تقدموا فيه وعرفوا حدود نتائجه العادية.
ولما كان أهل مصر في عصر موسى (ع) متقدمين وراقين في فن السحر وظواهر الأعمال العجيبة كان الأنسب في الحكمة أن تكون معجزة موسى في دعوتهم من الأعمال العجيبة ما يعرفون أنها ليست من نتائج الفنون ولا مرتبطة بنواميس العلم بل هي خارجة عن حد القدرة البشرية.
ولما كان أهل سوريا ونزلاؤها والقريبون منها والمرتبطون بها في