أو لاحظت الثلاثة من أنواع الفرد فوجدتها لا تنقسم إلى متساويين فهل تبلغ من أفراد الثلاثة واحدا من ألوف الملايين.. وكذا إذا جمعت من أفراد الثلاثة والأربعة. أو طرحت الثلاثة من الخمسة.
كيف ينفع الحس المجرد واستقرائه القليل مهما بلغت من العمر.
وكيف يغنيك عن العقل مع هذا الاستقراء النزر الطفيف فتحكم حكما قطعيا بديهيا بقضية كلية لم تحس من أفرادها بواحد من ألوف الملايين.
أليس ذلك الحكم القطعي البديهي لأجل حكم العقل الفطري المجرد بانقسام الزوج إلى متساويين بالنظر إلى طبيعته.
وعدم انقسام الفرد إلى متساويين بالنظر إلى طبيعته.
وإن طبيعة الثلاثة والأربعة يلزمها أن يكون المجموع منها سبعة.
وهكذا في بديهيات الحساب والهندسة والتشريح: نعم إن كان للحس تأثير ومداخلة فإنما هو بمدار استلفات العقل إلى طبيعات المحسوسات فيحكم ببداهة الفطرة بأحكام القضايا الكلية القطعية.
وإن كان غير المحسوس مما يعسر إحصاؤه من أفراد هذه القضايا.
فإن كنت تعد أحكام هذه القضايا حسية فإن أحكام قضايا الإلهيين أشد ارتباطا وأكثر تشابكا بالمحسوسات فإن جميع المحسوسات الحادثة المشاهدة في العالم تستلفت العقل بالبداهة إلى الحكم بحاجتها إلى موجد هو واجب الوجود.
وتستلفته بإتقان صنعها وارتباطها بالغايات الثمينة الباهرة إلى أن موجدها وهو واجب الوجود عالم بالغايات أوجدها لأجل غاياتها. وقد أشير إلى ما ذكرناه في كتاب الهدى صحيفة 3 و 4.
تسويلات أبيقورس رمزي: قد كتبوا في الصفحة المائة والعشرين من مجلة الحرية