بالصورة والصورة بالمادة إن كانت لك نفرة مع الابداع حتى صرت تتحكم فيه وتشترط فيه ما ليس بشرط فدعه وتكلمك في خلق الشئ وإيجاده بعد عدمه.
دع عنك الخلق والايجاد بل نكلمك في وجود الشئ وحدوثه بعد عدمه.
يا رمزي إن حدوث الصورة من أوضح الأدلة على حدوث المادة فالمادة ملزومة للصورة ولا يعقل في العلم والوجدان وجود مادة بلا صورة.
وإذا كانت الصورة حادثة بواضح الحس فلا بد من أن تكون المادة حادثة أيضا لأن ملزوم الحادث حادث بلا شك.
هل يمكن أن تقول بقدم المادة مع كونها ملزومة في الوجود للصورة الحادثة أم هل يمكن لأحد أن يقول إن الصورة قديمة؟
رمزي: إن الصورة الأولية مقارنة للمادة في الأزل هي أزلية كالمادة غير حادثة.
عمانوئيل: إن أهل العلم بأجمعهم يعترفون بما يحكم به العقل والوجدان من أن الأزلي لا بد من أن يكون أبديا لا ينعدم وقد يجري هذا الاعتراف على لسانك سواء كان عن شعور بحقيقة أو عن تقليد للمسموعات وها هي الصورة تنعدم وتخلفها في الوجود صور أخرى لم يكن لها سابقة قي الوجود فكيف تكون أزلية.
حتى إن صورة الأثير الذي تفرضونه تعترفون بخضوعها للانعدام وحدوث صور أخرى بعد انعدامها وعلى هذا جرى افتراضكم.
يا رمزي لا يخفى على ذي حس وشعور كون الصورة والمادة متلازمتين في الوجود.
هل تكون مادة في الوجود بلا صورة؟ إذن فكيف تكون المادة أزلية