والاتوم يدل على انقسام مقدار الألكترون منه إلى أقسام لم يوقف على حدها ومع ذلك فكل ما يصلون إليه من الأقسام مرهون لبرهان العلم على انقسامه بأنه لا بد على الأقل من أن يكون له طرفان ينقسم إليهما كما هو لازم في كل موجود مادي.
كما قد أوضحت الاكتشافات أن المادة تحدث وتنعدم. فتركت افتراضات الجواهر ونتائجهم منها ممحضة للامتناع كم استغفلت أهواء الالحاد من تشبث لمزاعمه بالتقحم الفارغ من ادعائهم أن في الانسان جملة من الغدد العديمة القنوات والغدد الوحيدة هي عديمة الفائدة في الحياة بل هي مضرة بها ومنها الغدة الدرقية الواقعة في العنق تحت الحنجرة.
وكان هذا التقحم من وسائل الالحاد ونفي الإله الخالق بعلم وحكمة. فجاءت الاكتشافات الجديدة العلمية وفضحت تلك التقحمات والوسائل الفاسدة.
جاء اكتشاف الدكتور كوخر السويري إذ نزع 150 غدة درقية فظهر له أن نزعها مضر بالدماغ جدا لأن المنزوعة منهم قد وقعوا في البلاهة التامة واكتشاف العلم التجريبي أنه عند عروض المرض للغدة الدرقية يحدث خمول في الذهن يشبه البله لا يشفى المريض منه حتى يحقن بخلاصة الغدة الدرقية من الفرس.
وجاء اكتشاف الهرمونات (المنبهات) التي تفرزها الغدد المذكورة وينشرها الدم في الجسد لكي تنظم حركه الجسم وتوازن عمل أعضائه وتسهله. هذه النظرية التي شاع الاعتقاد بها في هذه الأيام.
كما وجدوا فوق الغدة الدرقية غدتين لا تزيد إحداهما عن رأس الدبوس إذا نزعتا من إنسان أصيب بتشنج ومات بعد ست ساعات. وإن الغدتين اللتين فوق الكليتين إذا نزعتا مات الانسان في الحال وإنهما يفرزان سائلا يسمى (الأدرينالين) هو سبب حركة القلب.