لاختلاج الريب واعتراض الشكوك ليكون الإذعان بها والالتزام بآثارها والانقياد إليها ثابتا على أساس رصين.
ولأجل ذلك يظهر الله المعجز على يده ليكون حجة قاطعة على صدقه في دعوى النبوة والرسالة عن الله وما يلحق بذلك من التبليغ عن الله في دعوته.
في المعجز حجة النبوة والرسالة عمانوئيل: ما هو المعجز المذكور.
الشيخ: هو ما كان بحسب ذاته ومميزاته خارقا للعادة ممتنعا على البشر وإرادتهم يعجزون عنه بحسب قدرتهم المحدودة. خارجا عن حدود قدرتهم المجعولة والأسباب العامة ونواميس الطبيعيات وقوانين العلوم وعن نتائج التدريس والتعليم وتجاريب المعامل والتناول بالاتباع بعد الاختراع بحسب سير العلم والصناعة فيما ينكشف من أسرار الموجودات.
عمانوئيل: هذا الأمر الذي تصفه والخارق للعادة والذي يعجز عنه البشر بقواهم البشرية المجعولة ليس له لسان ناطق يقول به ويشهد أن المدعي هو رسول من الله أو نبيه. فكيف يكون حجة وشاهدا على النبوة والرسالة ودليلا قطعيا على ذلك؟
الشيخ: إذا كان مدعي النبوة والرسالة على، ما ذكرناه من السلامة من الموانع عن صدق دعوته وكان على ما وصفناه من ظهور الصلاح وكل ما يقتضي الوثوق بقوله والاقبال على دعواه بالوثوق والاقبال المبنيين على الظاهر فإنه عند ظهور كرامته بظهور المعجز على يده يحصل العلم اليقين بصدقه للنفوس السليمة الجارية على مرتكزات الفطرة ودلائل العقل القيمة فتطمئن النفوس الحرة ويثبت اليقين بصدق دعوته وعصمته.
فإن دلائل الفطرة والعقل ترشدهم إلى أن إظهار المعجز على يده إنما هو لأجل كرامته على الله والعناية الخاصة من الله به من حيث سلامة