في المعاد عمانوئيل: ربما يسأل السائل ويقول: إن الانسان يذنب وهو صغير الجسم أو نحيفه ثم يكبر ويسمن ويموت فهل ينال العقاب هذا الزائد؟
بل إن بدن الانسان لا يزال في نمو وتحليل حتى إنه يمكن أن يقال. إن بدنه بواسطة التحليل والنمو الدائمين قد يتبدل في حياته مرارا فأي هذه يعود وأي هذه يعذب وينعم.
الشيخ: يولد لك الولد طفلا صغيرا ثم يكبر وتتبادل هيئاته وصفاته ومقاديره ويتغير بتلك التغيرات التي يعسر إحصائها من حال طفوليته إلى زمان شيخوخته. وأنت تقول أيضا إن بدنه بواسطة النمو والتحليل يتبدل مرارا كثيرة.
فهل تقول يا عمانوئيل: إن الذي هو ولدك حينما ولد قد تغير وتبدل مرارا فمن هو ولدك إذن من هذه الموجودات المتبادلة.
عمانوئيل: للانسان أنانية جسمانية مستقرة لا تتبادل وذلك لأنها تقوم بأجزاء أصلية لا تتبدل بل هي ثابتة من أول نشأته إلى آخر عمره.
فكل زيادة بالنمو إنما هي إضافة محسنة وخادمة لها والذي يذهب بالتحليل إنما هي الأجزاء التي تنضاف إليه بالنمو فهذه الأجزاء التي تنضاف بالنمو وتذهب بالتحليل لا مداخلة لها في الحقيقة بالأنانية الانسانية الجسمية بل هي كأليف يتحد بالانسان زمانا ويفارقه.
إن الانسان إذا سمن جدا ثم هزل جدا لا يقول نقصت ذاتي وأنانيتي الجسمانية.
ومما يستأنس به لهذا البيان أن بعض الأجزاء إذا قطعت من الانسان لا تعود بالنمو وهذه هي التي يسميها الأطباء بالأجزاء المنوية فيستدل من