رمزي: ماذا تقول في الآية الخامسة والثلاثين من سورة الأنبياء (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) فالقرآن يصرح بأن الله يبتلي بالخير والشر لأجل أن يفتن الناس.
الشيخ: ألم تعرف من صدر الآية أن المراد من الشر هو ما يكرهه الناس ويسمونه شرا وهو ما جرى عليه نظام العالم من انقطاع النعم وقد جارى الله الناس في تسميته شرا وإن تقدير النعم وانقطاعها حسب كرم الله وحكمته تظهر فيه حالات الانسان من الشكر والبطر والاحسان والطغيان والصبر والتسليم لله والكفر والاعتراض على الله.
وبحسب ما يقارن الخير والشر من ظهور أحوال الناس يكونان ثانيا وبالعرض ابتلاء وامتحانا للانسان.
وقوله فتنة أما بمعنى الابتلاء فيكون المعنى ابتلاء وامتحانا أي تترتب عليهما هذه الغاية وإن كانت علتهما الأولية غير هذا كما في قوله تعالى: (فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا) (1) أو تكون حالا من الخير والشر كقوله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة). (2) رمزي: قد جاء في القرآن إن الله خالق كل شئ كما ذكر في صفحة 16 عن سور الأنعام والرعد والزمر والمؤمن.
وهذا يقتضي أن أفعال البشر حتى في الإثم مخلوقة الله وبقدرته لا مخلوقة للبشر ولا بقدرتهم.
الشيخ: ها هو القرآن يصرح بنسبة الخلق للبشر كقوله تعالى في الآية العاشرة بعد المائة من سورة المائدة في خطاب الله للمسيح الذي يعتبره القرآن بشرا (وإذا تخلق من الطين كهيئة الطير) وعن قول المسيح الرسول في الآية التاسعة والأربعين من سورة آل عمران (إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) فصرح القرآن بأن فعل المسيح وعمله لصورة