الطير خلق منه.
ويقول القرآن في الآية السابعة عشرة من سورة العنكبوت عن قول إبراهيم الرسول لقومه في الأصنام التي يعملونها ويعبدونها (إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا) فصرح بنسبة خلق الإفك إليهم.
فماذا تصنع بهذه الصراحة.
هب أنك تغافلت عن قضاء البديهة بأن الانسان مختار في فعله لكي تعرف من قول القرآن إن الله خالق كل شئ هو أن الله خالق كل شئ يكون خلقه من الأعمال الإلهية في تكوين العالم.
فإنه يكفي في استلفاتك إلى هذه الحقيقة من مراد القرآن ما تكرر من تصريح القرآن بنسبة الخلق إلى البشر. ويكفي في استلفاتك أيضا ما كثر في القرآن من نسبة الفعل والعمل وأصناف الأفعال إلى البشر في مقام الأخبار والأمر والنهي والمدح والذم والتوبيخ والانكار والوعد والبشرى والترغيب والوعيد والزجر والتهديد..
ويكفي في استلفاتك أيضا ما كثر في القرآن من تهديد الآثمين ووعيدهم بالعذاب. فهل أنت لا تقدس الله ولا تنزهه عن العبث والظلم..
لو كان الله هو الخالق للأفعال الأثيمة أو أنها واقعة بقدرته لا بقدرة الانسان أو أنه يلجئ الانسان عليها الجاء لا محيد عنه.
إذن لكان من العبث واللغو نهيه للخاطئ الأثيم.
وأيضا يكون من الظلم الفاحش توبيخ الانسان وذمه وعقابه على صدور فعل الإثم تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
رمزي: قد جاء في الآية السابعة عشر من سورة الأنفال في خطاب الرسول وأصحابه من أهل بدر (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) فهذا يبين أن الأفعال البشرية في أفعال الله في الحقيقة وإن نسبت في الظاهر إلى البشر.