العقاب الروحي وجهنم التي ليس محلا ماديا كيف يرتبط بالجسم المادي ويعاقب به.
عمانوئيل: لقد أصلحت عبارة صاحبك في ظاهرها. ولكن هل سمحت بالالتفات إلى معناها واستدلالها؟
لم تنصف نفسك ولا أدبك إذا لم تلتفت إليها يا رمزي، الأديان تقول: إن جهنم نار مادية في محل مادي وإن عقاب الانسان الأثيم في جهنم هو مادي وها هي الكتب بمرأى من الناس وبذلك يقول أهل الأديان ولئن كان هذا العقاب ينال الأبالسة والشياطين فلأنها ليست أرواحا مجردة عن المادة والصورة بحيث لا تحل محلا مخصوصا ولا يمكن أن تحل على مادة بل هي مادية وإن كانت بنحو يخالف مادية البشر ولتكن مثل الغازات بل قل مثل القوة بل قل مثل الأثير ها هي كتب الأديان المعروفة تتثبت للشياطين والأبالسة أعمالا من نحو الأعمال المادية كالدخول والخروج والهبوط والهلاك ولهم مسكن ومستقر مادي تحل عليه ويطرحون في جهنم فمن أين لهذا الكاتب أن الأبالسة أرواح مجردة عن المادة والصورة ليس لها محل مخصوص ولا يمكن أن تحل على المادة؟
إن كان هذا الكاتب وأصحابه يرجعون في هذا الشأن إلى الكتب الدينية فهذه صراحة الكتب الدينية. وإن كان يعتمد على مبادئ الماديين فإن الماديين ينكرون وجود الأرواح المجردة سواء كانت أبالسة وشياطين أم ملائكة أخيار أو أشرار.
فعلى أي مبدأ يفتي هذا الكاتب ويستنتج من فتواه ويجادل؟ يا للعجب لو تعذر على هذا الرجل أن يفهم أنه يمكن أن تعذب الشياطين بنار مادية وعذاب مادي في محل مخصوص لما كان له أن يضطهد صراحة الكتب الدينية بأن الانسان الأثيم يعاقب في الآخرة بنار مادية في محل مخصوص.
اليعازر: يا رمزي كم ينبغي أن أقول يا للأسف على الأدب! ترى