فكانت هذه الاكتشافات الثمينة من جملة الزواجر للمستنتجين من الجهل بالحقائق جملة من افتراضاتهم الفارغة التي يعارضون بها الحقائق المعقولة - ودع وقوف دلائل العقل وبديهياته لهم في مرصاد التوبيخ.
القرآن الكريم ومزاعم المادة وخيالاتها رمزي: يا شيخ ألا يمكن أن يكون بعض الآيات القرآنية مؤيدة لمزاعم من ينكر الحدوث الحقيقي وخلق الشئ بعد العدم المحض ومن لا شئ ويعنون بالشئ ما يسمونه الهيولي والعنصر الغير المصور.
ألا يمكن أن يقال بأنه لم يثبت مخالفة القرآن لهذا الرأي بعد ما جاء فيه (أم خلقوا من غير شئ) (1) إذ الاستفهام إنكاري تحقيقا!!
عمانوئيل: قد ذكر الشيخ هذه الآية والتي بعدها في الصحيفة التاسعة والثلاثين بعد المائة من الجزء الثاني.
وهل يخفى عليك وعلى العارف بالقرآن الكريم أن الآيتين المذكورتين إنما هما في مقام الحجة لوجود الإله الخالق وفي مقام الانكار والتوبيخ على عدم اليقين به لا للاحتجاج على أزلية المادة والهيولي الغير المصورة وخروجها عن دائرة مخلوقاته وإيجاده لها بقدرته بعد عدمها.
فكيف نقول قولك هذا؟
هل يتمحل القرآن ويقول بغير المعقول ويفترض وجود مادة وهيولى غير مصورة ويسميها شيئا وهي أزلية غير مخلوقة ولا مسبوقة بالعدم ثم يخلق بعد ذلك فيها الصورة؟ هل يمكن أو يعقل وجود مادة بغير صورة؟
كيف والمادة إنما يتقوم وجودها بالصورة.
هل هذا القائل لم يسمع من القرآن قوله إن الله. (خالق كل شئ) كما في سورة الأنعام 102 والرعد 16 والزمر 62 والمؤمن 62