في أعماله وأحواله. وتجد في كل صنف كثيرا ممن هو ليس بخداع ولا فتان ولا ماكر ولا فاسق ولا ردي قاس ولا صالح حليم. لا تجد لما يزعمونه من آثار السحنة أثرا مطردا ولو في الغالب بل الكل منقوض بالشطر الوافر والأوفر بحيث يتضح لك أن أعمال الناس وأخلاقهم وملكاتهم ليست معلولة لأحوال أو أوضاع جسدية وأمور طبيعية في الجسد، لا تعتمد على ذلك في شخص إلا وتراه منقوضا في شخص آخر بل إنك كثيرا ما ترى الشخص الواحد يكون على أعماله وأخلاقه مدة ثم ينقلب إلى غيرها أو ضدها من غير تغيير في سحنته.
أوهام التعليل بالحاجة كم ترى الكثير من الفقراء الأقوياء القادرين على السرقة والاختلاس تمسهم الحاجة الشديدة إلى الشئ وهم قادرون على اختلاسه ومع ذلك تراهم يتورعون ولا يأخذون المال إلا من حله ومتاعب الاكتساب والأعمال.
كم من فقير محتاج وجد لقطة من ذهب أو فضة مسكوك وغير مسكوك أو غير ذلك فلا يأخذ منه لحاجته شيئا، بل يتحمل فوق ذلك كلفة التعريف به والطلب لصاحبه بأنواع الوسائل.
وكم ترى من غني يقطع الطريق أو يقتحم بيوت الناس ومخازنهم ويقدم على قتل النفوس لأجل استلاب أموال الناس وسرقتها.
وكم تجد من غني مثر يغالط العمال الفقراء بالحساب ويختلس من أجورهم الفلس وأشباهه يقطع ذلك من أجور متاعبهم وأقوات عيالهم وأطفالهم.
أوهام التعليل بالبيئة أو المحيط أنظر إلى المدن الصالحة نوعا والقرى الصالحة نوعا والأحياء