العفو وشرف الهدو وكرامة الصلاح وكثير من هؤلاء من تبعثه عاطفة الاصلاح إلى استصلاح ظالمه بالموعظة والارشاد بلين الكلام وأمارات النصح والحنان إن ظن فيه خيرا وتأثرا بالموعظة.
وكم وكم بين كل فريق وقرينه ممن ذكرنا وبين الأشخاص بحسب أزمانهم من درجات متفاوتة لا تراها ترتبط بمزاج ولا سحنة ولا حاجة ولا بيئة ولا محيط ولا حال ولا مقدار من الغضب ولا مقدار من الشهوة، لا تقدر أن تربط تعليلها بشئ من ذلك وستسمع لذلك بعون الله بقية إيضاح.
ليس ما ذكرناه وفصلنا الإشارة إليه محجوبا بالستار، ولا مما يحتاج إلى رصد فلكي، أو تجول رحالة، كله مكشوف للعيان تجد مصاديقه بكثرة حتى في أهل المدينة والقرية.
لماذا يكون ذلك؟ وكيف يكون ذلك؟ وكيف يكون معلولا للجسديات، إذن فلماذا يتخلف التعليل هذا التخلف الذي لا يحد، كيف تتخلف المعلولات عن عللها الطبيعية.
رمزي: بقيت كلمة أقولها كما قالوها أقولها تمحيصا للحقيقة: خذ رجلا زانيا من عاشقي سادوم وعمورة (أي مدينتي قوم لوط) ثم اخصه أو اسقه دواء يميت شهوته ثم أطلقه فإن عاد إلى فسقه وفجوره كان دليلا على أن الميل الزنائي هو هوى من أهواء النفس أما إذا رأيناه يكون أعف من يوسف أفلا يكون ذلك برهانا على أن المزاج الجسدي هو الحاكم على أعمال الانسان.
عمانوئيل: لماذا غاب عنك أن الزنا من أعمال النفس الآلية وأن إرادة النفس له إذا اقتضتها وجهة التصور إنما تكون من وجدان النفس للشهوة بواسطة اتحاد النفس بالبدن وارتباطها به.
تتحرك قوة الجسد فتشتهي النفس فتريد فتحرك الأعضاء على عمل الزنا، وكيف تشتهي النفس إذا بطلت قوة الجسد وكيف تريد ما لم