أو يقال وارثهم من الجهة النبوة المختصة بهم العلماء فلا ينافي ذلك كون وارثهم من جهة الأنساب الجسمانية يرث أموالهم الظاهرة، فأهل البيت عليهم السلام ورثوا الجهتين معا... وأيضا ففي الكلام تقدير: أي لم يورثوا لهم، فيشعر بأن لهم ورثة يرثون أموالهم ولكن العلماء من حيث العلم لا يرثون إلا أحاديثهم. مرآة العقول، ج 1، ص 103، 104.
فهذا تفسير العلامة المجلسي والإمام الخميني وهما يصححان حديث (إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا ذهبا) ولم يصححان: (لا نورث ما تركناه صدقة). وهناك فرق كبير بين القولين كما أوضحنا أعلاه، ولا أدري لماذا قلت: (فإنه لا يعنيني كيف يفسرونه) مع أن تفسير وشرح الحديث هو الذي يبين معناه، وإذا كان لا يعني لك تفسير هذا الحديث شيئا. فلماذا قلت: (وإذا كانت المسألة أن كل واحد إذا استشهد بحديث فلا بد أن يفسره بتفسير المخالفين له. فمعنى ذلك ألا تستشهد علي بحديث إلا بتفسير أهل السنة له ولا تفسره بأي تفسير شيعي! وهذا ما لا يفعله الشيعة بل ولا يفعله فريق يستدل على آخر).
فكيف تستشهد علينا بما لا نقول به (لا نورث ما تركناه صدقة) وتلزمنا بقولك هذا: (صحيح عند الفريقين)؟! ولا تقبل تفسير أئمتنا للحديث. وأنت تقول (وهذا مالا يفعله الشيعة بل ولا يفعله فريق يستدل على آخر)!
قلت: (أقول أين القول العاطفي، وأنا استدل عليك بحديث صحيح عند الفريقين؟).
أقول: قد أثبتنا عدم صحة قول (لا نورث ما تركناه صدقة) عندنا فكيف تقول (حديث صحيح عند الفريقين)؟!