قلت يا الفقيه: (قلت لك أني لا أتناقش معك الآن في تفسير الحديث بل في إثبات الحديث أولا.. صحة الحديث عند الفريقين.. وأنا حينما استشهد بصحته عند المجلسي وعند الخميني فإنه لا يعنيني كيف يفسرونه بل يعنيني أولا اثباتهم لصحته. بينما الشيعة يتهمون أبا بكر باختلاقه! هل عرفت المقصد؟).
أقول: أولا: الحديث الذي صححه الإمام الخميني والعلامة المجلسي هو (إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما). والحديث المروي من قبل أبو بكر والذي تريد أن تلزمنا بصحته عندنا هو (لا نورث، ما تركناه صدقة) والفرق بينهما واضح. فالحديث الثاني واضح بأن جميع ما يتركه النبي إنما هو صدقة وغير قابل للتفسير أو التأويل. بينما في الحديث الأول لا توجد عبارة: (لا نورث ما تركناه صدقة) وفسره الإمام الخميني بما أوردناه في الرد السابق، فاستدلالك بصحة رواية أبي بكر عندكم بصحة الرواية في الكافي باطلة من هذا الوجه (للاختلاف في ألفاظهما ومعناهما)، فكيف تقول بصحة الحديث عند الفريقين رغم الاختلاف الواضح بينهما؟؟ علما بأن الإمام الخميني طعن في لفظ (ما تركناه صدقة) في نفس الحديث وقال: في بعض الموارد ذيل هذا الحديث بجملة: (ما تركناه صدقة) وهي ليست من الحديث. الحكومة الإسلامية ص 150.
وأيضا قال العلامة المجلسي: قوله عليه السلام: العلماء ورثة الأنبياء، أي يرثون منهم العلوم والمعارف والحكمة، إن هذا عمدة ما يتمتعون به في دنياهم ولذا علله بقوله: إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا... (ولا ينافي أن يرث وارثهم الجسماني منهم ما يبقى بعدهم من الأموال الدنيوية)