الرأي الثاني: هبة من الرسول صلى الله عليه وسلم لفاطمة. وهو القول أنها هبه وهديه من النبي وهبها وأهداها لفاطمة يوم خيبر. فهذا غير صحيح بل الصحيح أن فاطمة طلبت فدك من باب الإرث لا من باب الهبة. إن بشير بن سعد لما جاء إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله إني قد وهبت ابني حديقة وأريد أن أشهدك. فقال النبي: أكل أبنائك أعطيت؟ قال: لا. فقال: اذهب فإني لا أشهد على جور. (رواه مسلم - كتاب الهبات رقم 14). فسماه جورا ذلك أن يفضل بعض الأولاد على بعض. فهذا النبي الكريم الذي لا يشهد على جور هل يفعل الجور أبدا، صلوات الله وسلامه عليه بل نحن ننزه الرسول صلى الله عليه وسلم وفاطمة كما يدعون وهبها فدك في أول السنة السابعة وزينب بنت الرسول (ص) توفيت في السنة الثامنة وأم كلثوم بنت النبي (ص) في التاسعة (سير أعلام النبلاء) وعلى الأمرين فالقول ساقط.. لا إرث ولا هبة. فلو فرضنا أن فدك لفاطمة على أي من القولين فإلى من تذهب فدك بعد موتها؟! فعلى مذهب الشيعة لا ترث، فلو كانت فدك إرثا فما كان لفاطمة منها شئ لأنها عقار (فروع الكافي 7 / 129).
أما عندنا.. فتذهب إلى الورثة لعلي الربع وللحسن والحسين وزينب وأم كلثوم الباقي (للذكر مثل حظ الأنثيين) ولما استخلف علي (ره) لم يعط فدك لأولاده. فهل كان الخلفاء الأربعة ظالمين؟ لا.. فنحن ننزههم جميعا.
ويروون أنها لما منعت فدك ذهبت إلى قبر أبيها تشتكيه، وهذا غير صحيح ولا يليق بها... ونحن نجل فاطمة ونقول أنها لا تشكو بثها وحزنها إلا إلى الله، كما قال النبي يعقوب عليه الصلاة والسلام (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله). والسلام عليكم ورحمة الله. اللهم صل على محمد وآل محمد.