ثم قاطعت أبا بكر وعمر ولم تكلمهما إلى آخر حياتها، وأدارت وجهها عنهما ولم تكلمهما بحرف عندما جاءا إلى زيارتها واعتذرا عن مهاجمة بيتها! فهذه القضية فيها عدة مسائل عقيدية وفقهية...
منها: هل أن فاطمة الزهراء سيدة نساء أهل الجنة، ولا يمكنكم أن تقولوا إنها أخطأت لأنها لم تبايع أبا بكر، وماتت ميتة جاهلية، لأن من مات وليس في عنقه بيعة مات موتة جاهلية؟!
ومنها: هل تكون بيعة أبي بكر وعمر بيعة شرعية، بعد أن شهدت سيدة نساء أهل الجنة بأنها خيانة؟!
ومنها: لماذا أوصت فاطمة وأصرت على أن تدفن خفية، ولا يشارك في جنازتها أبو بكر ولا عمر وأنصارهما؟!! ومنها.. ومنها... الخ.
القضية الثانية: موقف السلطة من المنح التي كان أعطاها الرسول للمسلمين في حياته صلى الله عليه وآله، وهي إقطاعات كثيرة وردت تسميتها في مصادر السيرة والفقه، وقد تركتها السلطة بأيدي أصحابها ولم تصادر منها شيئا.. بينما صادرت كل ما كان أعطاه لأهل بيته خاصة، وعمدة ذلك مزرعة فدك من يد فاطمة وعلي!!
القضية الثالثة: موقف السلطة من التشريع الاسلامي المجمع عليه، الذي يحرم الصدقات والزكوات على أهل بيت الرسول (ص)، ويشرع لهم بدلها الخمس.. فلماذا حرمت السلطة أهل بيت النبي (ص) من حقهم الشرعي في ميزانية الدولة، وجعلتهم بلا مورد من الخمس والزكاة؟!!
فمسألة فدك أيها الأخ، إنما هي مفردة واحدة من سياسة الدولة الاقتصادية في اضطهاد أهل بيت نبيهم بمجرد رحيله إلى ربه!! ثم مفردة من سياستهم