الكلية، التي بدأت بترك جنازة النبي بين أيدي أهل بيته، وتشكيل اجتماع السقيفة بدون مشورتهم، ولا دعوتهم اليه، ولا إخبارهم به!! ثم بإجبارهم على الاختيار بين بيعة أبي بكر أو إحراق بيتهم عليهم أو قتلهم!! بالله عليك لو أن بلدا في عصرنا أجرى انتخابات وأجبر الناخبين على انتخاب مرشحه الوحيد، تحت طائلة الاعدام لكل من يمتنع، هل يكون ذلك عملا شرعيا، وهل تكون رئاسته شرعية؟! إن الاستثناء الوحيد من الخلفاء الذي أعطى للمسلمين حريتهم في بيعته وعدمها، هو علي بن أبي طالب، وكل من عداه ترافقت بيعته بالاجبار ومصادرة حريات المسلمين! أما مسألة فدك فهي تشمل مسائل عديدة أيضا:
المسألة الأولى: هل أن مزرعة فدك إرث أم أنها كانت منحة أعطاها النبي (ص) في حياته لفاطمة وإستلمتها وجعلت عليها وكيلا واستغلتها سنة أو سنتين في حياة النبي؟!! نحن نثبت أنها كانت بيدها، واليد على الشئ علامة الملكية في الشريعة الاسلامية، وفي كل قوانين الدنيا، وأن أبا بكر صادرها، وعليه هو أن يأتي ببينة على جواز مصادرة ملكية شرعية صحيحة تحت يد مالكها، حتى لو كان هذا شخصا عاديا وليس بنت أعظم رسول (ص) التي نزل الوحي عليه بأنها سيدة نساء العالمين؟!
ومن العجيب أن سياسة أبي بكر كانت بمكيالين، فلم يصادر شيئا من المنح وإقطاعات الأراضي التي كان منحها الرسول (ص) لكثيرين في المدينة وخارجها، بل أبقاها في أيديهم، ولم يطالبهم بدليل إثبات عليها كما طالب فاطمة؟!!!