وعموما مثل الامام الباقر وغيره من أئمة آل البيت عليهم السلام فكلامهم ليس يأخذ على ظاهره لما عانوه من الظلم والاضطهاد. وخير رادع لمن أراد أن يستشهد بهم هنا هو: كيف تعتبرون أولئك من السائرين على خطى الشيخين والخلفاء رغم ما هو موجود في التأريخ من أنهم عاشوا الحصار والمضايقة من حكومات كانت لا تحيد برأيها عن سياسة الشيخين؟! أم كيف تصدقون أنهم ميالون إلى عقيدتكم وقد جعلتهم كتبكم الروائية أقل الرواة، بل في بعضها وأصحها لا توجد لهم رواية أصلا، مع أنهم أهل بيت زقوا العلم زقا.. أبعد هذا نستقبل كلامهم على قلته كما ظاهره؟!! وأما الرواية في كتبنا فبعد الغض عن سندها نقول ليست فيها دلالة أيضا، لأن الخطاب ليس لعياله بالمعنى الأخص، وإنما لعياله بالمعنى الأعم، أي الأمة من حوله وهذا فارق مهم، ومثبته أنه في الغزوات ومستوى الدخل العام لبيت المال ربما تشفق الأمة على المال وتتصور أن النبي يضمن لها سعادتها من هذه الناحية لأنه الكاسب بمشيئة الله وما سخروه له من همتهم ودمائهم و... وفارق آخر أن الأحاديث هذه لم تذكر الجزء الكلامي المدعى: ما تركناه صدقة. فتأمل يرحمك الله.
والحقيقة أن هذا الحديث لم يسمعه غيره، والمسألة واضحة فليست برياضية تحتاج إلى عناء المعادلات والمدقات الحسابية، بل كل الصيد في جوف الفرا... أي إذا أجبنا على هذا السؤال انتهى كل شئ: لماذا لم يخبر النبي صلى الله عليه وآله ابنته ونسائه بذلك مع أنهم هم المعنيون لا أبو بكر؟! ولماذا لم يمنع علي فاطمة من المطالبة وهو الوافر في العلم، وأكثر الصحابة سماعا على يد الرسول صلى الله عليه وآله؟!!