وأعجب من هذا كله حقيقة تخفى على الكثيرين، وهي أن المرأة لا ترث في مذهب الشيعة الإمامية من العقار والأرض شيئا، فكيف يستجيز الشيعة الإمامية وراثة السيدة فاطمة رضوان الله عليها لفدك، وهم لا يورثون المرأة العقار ولا الأرض في مذهبهم؟!! فقد بوب الكليني بابا مستقلا في الكافي بعنوان (إن النساء لا يرثن من العقار شيئا) روى فيه عن أبي جعفر قوله: (النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئا) (34). وروى الطوسي في التهذيب والمجلسي في بحار الأنوار عن ميسر قوله (سألت أبا عبد الله عليه السلام عن النساء ما لهن من الميراث، فقال: لهن قيمة الطوب والبناء والخشب والقصب فأما الأرض والعقار فلا ميراث لهن فيهما) (39) وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: (النساء لا يرثن من الأرض ولا من العقار شيئا) (39) وعن عبد الملك بن أعين عن أحدهما عليهما السلام (39) قال: (ليس للنساء من الدور والعقار شيئا).
كما أن فدك لو كانت إرثا من النبي صلى الله عليه وآله لكان لنساء النبي ومنهن عائشة بنت أبي بكر وزينب وأم كلثوم بنات النبي حصة منها، لكن أبا بكر لم يعط ابنته عائشة ولا أحد من نساء النبي ولا بناته شيئا استنادا للحديث، فلماذا لا يذكر هؤلاء كطرف في قضية فدك بينما يتم التركيز على السيدة فاطمة وحدها؟!! هذا على فرض أن فدك كانت إرثا من رسول الله صلى الله عليه وآله أما إذا كانت فدك هبة وهدية من رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة رضوان الله عليها كما يروي ذلك الكاشاني في تفسيره الصافي 3 / 186، فالأمر يحتاج إلى وقفة أخرى أيضا فعلى فرض صحة الرواية والتي تناقضها مع روايات السنة والشيعة