أما صحته عند أهل السنة فهو أظهر من أن تحتاج إلى بيان، وأما صحته عند الشيعة فإليك بيانه: روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (... وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر) (39). قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1 / 111: الحديث الأول (أي الذي بين يدينا) له سندان الأول مجهول، والثاني حسن أو موثق لا يقصر عن الصحيح، فالحديث إذا موثق في أحد أسانيده ويحتج به، فلماذا يتغاضى عنه علماء الشيعة رغم شهرته عندهم؟! والعجيب أن يبلغ الحديث مقدار الصحة عند الشيعة حتى يستشهد به الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية على جواز ولاية الفقيه فيقول تحت عنوان صحيحة القداح: (روى علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح (عبد الله بن ميمون) (89) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من سلك طريقا يطلب فيه علما، سلك الله به طريقا إلى الجنة... وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر). ويعلق على الحديث بقوله (رجال الحديث كلهم ثقات، حتى أن والد علي بن إبراهيم (إبراهيم بن هاشم) من كبار الثقات (المعتمدين في نقل الحديث) فضلا عن كونه ثقة) (67). ثم يشير الخميني بعد هذا إلى حديث آخر بنفس المعنى ورد في الكافي بسند ضعيف فيقول: (وهذه الرواية قد نقلت باختلاف يسير في المضمون بسند آخر ضعيف، أي أن السند إلى أبي البختري صحيح لكن نفس أبي البختري ضعيف والرواية
(٢٩٢)