هي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد عن أبي البختري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، وإنما ورثوا أحاديث من أحاديثهم...) (39). إذا حديث (إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم) صحيح. كما بين ذلك الخميني والمجلسي من قبله، فلماذا لا يؤخذ بحديث صحيح النسبة إلى رسول الله مع أننا مجمعين على أنه لا اجتهاد مع نص؟! ولماذا يستخدم الحديث في ولاية الفقيه ويهمل في قضية فدك؟! فهل المسألة يحكمها المزاج؟!
إن الاستدلال بقول الله تبارك وتعالى عن زكريا عليه السلام: فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب، على جواز توريث الأنبياء لأبنائهم استدلال غريب يفتقد إلى المنطق في جميع حيثياته، وذلك لعدة أمور: أولا: لا يليق برجل صالح أن يسأل الله تبارك وتعالى ولدا لكي يرث ماله فكيف نرضى أن ننسب ذلك لنبي كريم كزكريا عليه السلام في أن يسأل الله ولدا لكي يرث ماله، إنما أراد زكريا عليه السلام من الله عز وجل أن يهب له ولدا يحمل راية النبوة من بعده، ويرث مجد آل يعقوب العريق في النبوة.
ثانيا: المشهور أن زكريا عليه السلام كان فقيرا يعمل نجارا، فأي مال كان عنده حتى يطلب من الله تبارك وتعالى أن يرزقه وارثا، بل الأصل في أنبياء الله تبارك وتعالى أنهم لا يدخرون من المال فوق حاجتهم بل يتصدقون به في وجوه الخير.
ثالثا: إن لفظ (الإرث) ليس محصور الاستخدام في المال فحسب بل يستخدم في العلم والنبوة والملك وغير ذلك كما يقول الله تعالى (ثم أورثنا