لطفية خفية: يعد الشيخ علي الفارقي، من أعلام بغداد ومدرسا في مدرستها الغربية. وهو من شيوخ ابن أبي الحديد المعتزلي، إذ سأله فقال: أكانت فاطمة صادقة في دعواها النحلة؟ قال: نعم. فقال ابن أبي الحديد: فلم لم يدفع لها أبو بكر فدكا وهي عنده صادقة؟ فتبسم ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته، قال: لو أعطاها اليوم فدكا بمجرد دعواها، لجاءت اليه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ولم يكن يمكنه الاعتذار بشئ، لأنه يكون قد سجل على نفسه بأنها صادقة من غير حاجة إلى بينة ولا شهود!! انتهى.
ومما يعلمنا أن هذا الأمر دبر بليل؟! أنه طالبها بالبينة مع أن البينة كانت لازمة عليه لا عليها. لأنه ادعى حديثا يجهله علي وهو أعلمهم، ويجهله العباس على قربه وفضله، ولم يسمع بذلك الحديث. ويعزب عن علم بني هاشم كافة حتى فوجئوا به بعد النبي صلى الله عليه وآله. بل يجهله أمهات المؤمنين اللائي ورثنه! وهذه عائشة يدفن أبوها في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله بمكان إرثها؟! وقد أرسلن أمهات المؤمنين عثمان يسأل لهن ميراثهن من رسول الله؟!
كل هذا ولم يحتج إلى بينة! واحتاجت فاطمة إلى بينة وهي المشمولة لآية التطهير باتفاق المسلمين، والتي هي أفضل نساء العالمين الأولين والآخرين، والتي هي ممن تعبد الله الخلق بالصلاة عليهم في كل فريضة، كما تعبدهم بالشهادتين! فجاء الأمر (اللهم صل على محمد وآل محمد) وهي من الآل، قولا مرضيا لدى الجميع.