وراث محمد هو الذي يقوم مقامه (62)، وبما أن أبا بكر قد أصبح خليفة النبي، فيكون هو الوارث الوحيد لرسول الله.
ثانيا: قرار حرمان أهل بيت النبوة من المنح التي أعطاهم الرسول إياها، ومصادرة تلك المنح، وكانت فاطمة بنت رسول الله أول من طالها هذا القرار فصودرت منحتها، وقد قالت لأبي بكر: أعطني فدك، فقد جعلها رسول الله لي، فسألها البينة فشهدت لها أم أيمن زوج الرسول، ورباح مولى الرسول، فقال أبو بكر: لا يجوز إلا شهادة رجل وامرأتين! (63)، وعلى الرغم من أن عليا شهد لها أيضا، إلا أن الخليفة قرر ولا راد لقراره! والعجيب أن أبا بكر ترك كافة المنح التي أعطاها رسول الله لكثير من الناس واستولى فقط على المنح التي أعطاها النبي لأهل البيت، وأنه لم يسأل الناس بينة، ولكنه سأل فاطمة عن البينة!
ثالثا: قرار حرمان أهل بيت النبوة من حقهم في الخمس الوارد في القرآن الكريم، وقد طالبت فاطمة بهذا الحق وقالت لأبي بكر: لقد حرمتنا أهل البيت، فأعطنا سهم ذوي القربى، وقرأت الآية: واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى... (64)، فقال لها أبو بكر: سمعت رسول الله يقول، سهم ذوي القربى للقربى حال حياتي، وليس لهم بعد موتي! (65).
تركت هذه القرارات أثرها المؤلم على آل محمد، وتذكرت القلة المخلصة من المهاجرين حصار بطون قريش ومقاطعتهم لبني هاشم في شعاب أبي طالب، وأن بطون قريش قصرت الحصار يومها على البيع والشراء والنكاح!
وتمنت القلة المخلصة لو طبق هذا الحصار ثانية على أهل البيت، إذن لكان