في دجلة ().
ويعقب السيد الأمين على ذلك:
«ولا ندري لما ذا لم تكن تحفظ، ولو حفظت لاستفاد منها الناس بعد.
ولعل الأوراق التي كانت تلقى في دجلة كانت في غير المسائل العلمية» ().
رابعا - حلقة درسه:
ومفردة أخرى لها حسابها في عالم التقييم العلمي، تلك هي الواجهة الدراسية، فكلما كانت واسعة تجمع أكبر عدد من طلاب العلوم تدل دلالة واضحة على مركزية الأستاذ المحاضر، - كما يقول المثل -: (والموارد العذب كثير الزحام).
وحين نرجع إلى المصادر التي تترجم الإمام الشيرازي نراها تصل بعدد تلاميذه إلى قرابة أربعمائة شخص، وكلهم من مختلف الأقطار الإسلامية ولهم مكانتهم العلمية والاجتماعية.
وقسمهم المرحوم الحجة المحقق الشيخ آقا بزرگ الطهراني إلى ثلاثة أقسام:
الأول - طلاب العلوم الذين أدركوا عهد المحقق الإمام الشيخ الأنصاري، وبعد وفاته حضروا درس السيد الشيرازي، لتكميل علومهم الدينية.
الثاني - الطلاب الذين اختصوا بالميرزا الشيرازي في النجف الأشرف، وانتقلوا إلى سامراء معه، ودرسوا عليه، الثالث - الطلاب الذين حضروا إلى درس السيد الشيرازي في أواخر أيامه بسامراء، وحملوا تراثه العلمي من بعده.
وأغلب هؤلاء انتشروا بعد وفاة الإمام الشيرازي في الأقطار الإسلامية من أجل التبليغ والإرشاد، وتسلموا مناصب الإمامة في بلدانهم، وبعضهم نال مرتبة الزعامة الدينية ومرجعية التقليد في الأمة الإسلامية ().