وأعجب من ذلك طارق طرقنا بملفوفة في وعائها ومعجونة شنئتها كأنها عجنت بريق حية أو قيئها، فقلت: أصلة أم زكاة أم صدقة؟ فذلك محرم علينا أهل البيت، فقال: لا ذا ولا ذاك ولكنها هدية، فقلت: هبلتك الهبول أعن دين الله أتيتني لتخدعني، أمختبط أنت، أم ذو جنة، أم تهجر؟ والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين (1).
[136] - 78 - وأيضا: - من خطبة مفصلة عنه (عليه السلام) - قال:
... وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم اني أحب الإطراء واستماع الثناء ولست بحمد الله كذلك ولو كنت أحب أن يقال لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء (2).
[137] - 79 - الكليني: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم رفعه، قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لولا ان المكر والخديعة في النار لكنت أمكر الناس (3).
[138] - 80 - وأيضا: عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن على بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن أصبغ بن نباتة، قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم وهو يخطب على المنبر بالكوفة: يا أيها الناس