سنن الإمام علي (ع) - لجنة الحديث معهد باقر العلوم (ع) - الصفحة ٧٨
قال: فرغبة في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم، فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا.
قال: فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا.
قال: فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث! اني ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلا الكفر أو السيف.
ثم ثنى إلى صاحبه فقال: إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: ﴿وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون﴾ (1)، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، واصطفى محمدا بالنبوة، إنهم لأصحاب هذه الآية وما قوتلوا منذ نزلت " (2).
[135] - 77 - الرضي:
ومن كلام له (عليه السلام) يبرأ من الظلم: والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا أو أجر في الأغلال مصفدا أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد وغاصبا لشيء من الحطام، وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها ويطول في الثرى حلولها، والله لقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا، ورأيت صبيانه شعث الشعور، غبر الألوان من فقرهم كأنما سودت وجوههم بالعظلم، وعاودني مؤكدا وكرر علي القول مرددا، فأصغيت إليه سمعي، فظن أني أبيعه ديني وأتبع قياده، مفارقا طريقتي، فأحميت له حديدة ثم أدنيتها من جسمه ليعتبر بها، فضج ضجيج ذي دنف من ألمها، وكاد أن يحترق من ميسمها، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل، أتئن من حديدة أحماها إنسانها للعبه، وتجرني إلى نار سجرها جبارها لغضبه؟ أتئن من الأذى ولا أئن من لظى؟!

١ - التوبة: ١٢.
٢ - قرب الإسناد: ٩٦ ح ٣٢٧، عنه تفسير البرهان ٢: ١٠٦.
(٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 ... » »»
الفهرست