فلما وصل الماء إلى القبر حار حوله، وشكل دائرة سميت: الحائر الحسيني الشريف!
لقد هلك المتوكل ولقي جزاء عمله، حيث ثار عليه بعض قادة جيشه من المحبين لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام فقتلوه ومعهم ابنه المنتصر، الذي اعترض عليه يوما لإهانته عليا عليه السلام فأمر المتوكل المغنيات أن يغنين بسب ولده وأمه!
قال ابن الأثير في تاريخه: 6 / 108: (في هذه السنة (236 هجرية) أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى بالناس في تلك الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق، فهرب الناس وتركوا زيارته، وخرب وزرع!
وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى عليا وأهله بأخذ المال والدم! وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بين يدي المتوكل، والمغنون يغنون قد أقبل الأصلع البدين، خليفة المسلمين! يحكي بذلك عليا، والمتوكل يشرب ويضحك! ففعل ذلك يوما والمنتصر حاضر فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفا منه فقال المتوكل ما حالك فقام وأخبره فقال المنتصر: يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك! فكل أنت لحمه إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه! فقال المتوكل للمغنين: غنوا جميعا:
غار الفتى لابن عمه * رأس الفتى في حر أمه فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل). انتهى.
وقال العصامي في سمت النجوم العوالي ص 1168: (وذكر ابن خلكان: كان المتوكل يبغض عليا فذكر يوما علي عنده فغض منه، فتمعر وجه ابنه المنتصر