وشيعتهم الأبرار، والتي كانت أطول ظلامة لأطول معارضة في التاريخ الإسلامي أن نسمع إلى كلام الشيعة أنفسهم، ونقرأ ما كتبته مصادرهم.
وإني لأعجب من الباحث الذي يدعي الموضوعية، ويريد أن يفهم حوادث التاريخ الإسلامي أو يفهمها للناس، دون أن يسأل الذاكرة الشيعية، وهو يعرف أن ذاكرة الضحية أدق، وفهمها أعمق!
ورغم هذه الحقيقة، تراني اعتمدت في البحث على نصوص من مصادر الحكومات وأتباعها المخالفين للشيعة لأنها أقوى في الحجة، وإن اخترتها من ذاكرة التاريخ الشيعي أيدتها غالبا بنصوص من مصادر غيرهم!
والكلمة الثانية: أن تصور موجات الظلم على الشيعة لا يكتمل إلا بمعرفة سياقها التاريخي، والأرضية التي كانت سببا في نشوء كل موجة، ثم بمعرفة ردة الفعل من العترة النبوية عليهم السلام وشيعتهم عليها. لكن استيفاء الأسباب والنتائج وردود الأفعال، يعني أن نكتب تاريخا جديدا من وجهة نظر المظلومين، بدل التاريخ الذي كتبه الحكام، وهو ما لا يتسع له كتابنا!
لهذا، تراني اختصرت في عرض بعض الأحداث، وتوسعت في بعضها، من أجل تكميل السياق وتوضيح الصورة.
أسأل الله تعالى أن يصلي على أهل بيت نبيه الأطهار المعصومين المظلومين، وأن يتقبل هذا الكتاب في أعمال الدفاع عنهم. فهو ولي التوفيق والقبول.
حرره بقم المشرفة في الخامس عشر من محرم الحرام 1425 علي الكوراني العاملي