وأما القول بأن الملاك حسن العاقبة وأن النبي صلى الله عليه وآله مات وهو راض عنهم.
فجوابه: إن أصح كتاب عند أتباع الصحابة بعد كتاب الله تعالى، هو البخاري وقد روى عدة أحاديث ترسم مشهدا كارثيا للصحابة في الآخرة وأنهم يدخلون جهنم، ويمنعون حتى من مواجهة النبي صلى الله عليه وآله! وأنه ينكشف يومها للناس أنهم كانوا مجرمين كبارا انقلبوا على أعقابهم، وأوقعوا الأمة في أعظم كارثة!
بل روى البخاري أنه لا ينجو منهم من جهنم إلا قلة قليلة، مثل الغنم المنفردة عن القطيع! فقطيع الصحابة هالك، ولا يسلم إلا المعارضون المنفردون عنه!
قال البخاري: 7 / 208: (عن أبي هريرة عن النبي (ص) قال: بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم، فقلت أين؟ قال إلى النار والله! قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى! ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم! قلت: أين؟ قال: إلى النار والله! قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى! فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم)! انتهى.
وقد صرحت الرواية الآتية للبخاري بأن هؤلاء المطرودين عن الحوض من الصحابة، وفسرها شراحه بالصحابة! فقد روى البخاري: 2 / 975: (يرد على الحوض رجال من أصحابي فيحلؤون عنه فأقول يا رب أصحابي! فيقول: فإنه لاعلم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى)! وشبيها به في: 8 / 86. و: 7 / 195 و 207 - 210 وص 84 و 87 و: 8 / 86 و 87، ونحوه مسلم: 1 / 150 و: 7 / 66 وابن ماجة: 2 / 1440 وأحمد: 2 / 25 و 408 و: 3 / 28 و: 5 / 21 و 24 و 50 و: 6 / 16، والبيهقي في سننه: 4 / 14، وغيرهم، وفي بعضها تفاصيل مهمة، ذكرنا بعضها في المسألة 69 من كتاب: (ألف سؤال وإشكال على المخالفين).
* *