سجوده! وأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله، وما تتضمنه من الخضوع لهيبته والخشوع لعزته والإستخذاء له عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، وفهمت من أي قلب خرجت، وعلى أي لسان جرت!). (شرح النهج: 1 / 27) وفي كشف الغمة لابن أبي الفتح الإربلي: 1 / 254: (وأمير المؤمنين فارس ذلك الجمع وأسده، وإمامه ومولاه وسيده، وهادي من اتبعه ومرشده، يهدر كالفحل ويزأر كالأسد، ويفرقهم ويجمعهم كفعله بالنقد، لا يعترضه في إقامة الحق وإدحاض الباطل فتور، ولا يلم به في إعلاء كلمة الله وخزي أعدائه قصور، يختطف النفوس ويقتطف الرؤوس، ويلقى بطلاقة وجهه اليوم العبوس، ويذل بسطوة بأسه الأسود السود، والفرسان الشؤوس، ويخجل بأنواره في ليل القتام الأقمار والشموس، فما لقي شجاعا إلا وأراق دمه، ولا بطلا إلا وزلزل قدمه، ولا مريدا إلا أعدمه، ولا قاسطا إلا قصر عمره وأطال ندمه، ولا جمع نفاق إلا فرقه، ولا بناء ضلال إلا هدمه، وكان كلما قتل فارسا أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة، بخمسمائة وثلاث وعشرين قتيلا من أصحاب السعير! وقيل: إنه في تلك الليلة فتق نيفق درعه، لثقل ما كان يسيل من الدم على ذراعه! وقيل: إن قتلاه عرفوا في النهار، فإن ضرباته كانت على وتيرة واحدة، إن ضرب طولا قد! أو عرضا قط! وكانت كأنها مكواة بالنار)!
وقال العلامة الحلي في كشف اليقين ص 158: (وفي ليلة الهرير باشر الحرب بنفسه خاصة، وكان كلما قتل قتيلا كبر، فعد تكبيره فبلغ خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة، وعد قتلى الفريقين في صبيحة تلك الليلة، فبلغت ستة وثلاثين