وكونا بعيدا حيث لا يبلغ القنا * وحمى الوغى إن التجارب كافيه وإن كان منه بعد في النفس حاجة * فعودا إلى ما شئتما هي ماهية فكان بسر بعد ذلك إذا لقى الخيل التي فيها علي تنحى ناحية). انتهى.
وقد روى هذه التكملة نصر بن مزاحم ص 462 وجاء في القصة: (فغدا علي منقطعا من خيله ومعه الأشتر، وهو يريد التل.... فاستقبله بسر قريبا من التل وهو مقنع في الحديد لا يعرف، فناداه: أبرز إلي أبا حسن، فانحدر إليه علي على تؤدة غير مكترث، حتى إذا قاربه طعنه وهو دارع فألقاه على الأرض، ومنع الدرع السنان أن يصل إليه، فاتقاه بسر بعورته وقصد أن يكشفها يستدفع بأسه، فانصرف عنه علي مستدبرا له، فعرفه الأشتر حين سقط فقال: يا أمير المؤمنين، هذا بسر بن أرطاة، عدو الله وعدوك. فقال: دعه عليه لعنة الله، أبعد أن فعلها؟!
.... وقام بسر من طعنة علي موليا وولت خيله وناداه على: يا بسر، معاوية كان أحق بهذا منك. فرجع بسر إلى معاوية فقال له معاوية: إرفع طرفك قد أدال الله عمرا منك. فقال في ذلك النضر بن الحارث.... الخ.).
أما قصة ابن العاص فقد أوردها العلامة الحلي رحمه الله في كشف اليقين، قال 157: (وخرج أمير المؤمنين عليه السلام يوما آخر متنكرا وطلب البراز، فخرج إليه عمرو بن العاص وهو لا يعلم أنه علي، وعرفه علي عليه السلام فاطرد بين يديه ليبعده عن عسكره فتبعه عمرو، ثم عرفه فولى ركضا! فلحقه علي عليه السلام فطعنه فوقع الرمح في فضول درعه فسقط وخشي أن يقتله، فرفع رجليه فبدت سوءته! فصرف أمير المؤمنين عليه السلام عنه وجهه، وانصرف إلى عسكره! وجاء عمرو إلى معاوية فضحك منه. قال: مم تضحك؟ والله لو بدا لعلي من صفحتك ما بدا له من صفحتي إذا لأوجع قذالك، وأيتم عيالك، وانتهب مالك)! انتهى.
* *