وفي كتاب الجمل للمفيد ص 196: (وروى محمد بن عبد الله بن عمر بن دينار قال قال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد خذ الراية وامض، وعلي عليه السلام خلفه فناداه يا أبا القاسم؟ فقال لبيك يا أبه، فقال: يا بني لا يستفزنك ما ترى، قد حملت الراية وأنا أصغر منك فما استفزني عدوي، وذلك أني لم أبارز أحدا إلا حدثتني نفسي بقتله، فحدث نفسك بعون الله تعالى بظهورك عليهم، ولا يخذلك ضعف النفس من اليقين، فإن ذلك أشد الخذلان. قال: قلت يا أبه، أرجو أن أكون كما تحب إن شاء الله. قال فالزم رأيتك فإن اختلفت الصفوف قف في مكانك وبين أصحابك، فإن لم تبين من أصحابك فاعلم أنهم سيرونك.
قال: والله إني لفي وسط أصحابي فصاروا كلهم خلفي وما بيني وبين القوم أحد يردهم عني، وأنا أريد أن أتقدم في وجوه القوم، فما شعرت إلا بأبي خلفي قد جرد سيفه وهو يقول لا تقدم حتى أكون أمامك، فتقدم بين يدي يهرول ومعه طائفة من أصحابه، فضرب الذين في وجهه حتى نهضوهم، ولحقتهم بالراية فوقفوا وقفة، واختلط الناس وكدت السيوف ساعة، فنظرت إلى أبي يفرج الناس يمينا وشمالا ويسوقهم أمامه، فأردت أن أجول فكرهت خلافه ووصيته لي: لا تفارق الراية، حتى انتهى إلى الجمل وحوله أربعة آلاف مقاتل من بني ضبة والأزد وتميم وغيرهم، وصاح أقطعوا البطان، فأسرع محمد بن أبي بكر فقطعه وأطلع الهودج! فقالت عائشة من أنت؟ قال أبغض أهلك إليك! قالت ابن الخثعمية؟ قال نعم، ولم تكن دون أمهاتك!.....
ونادى أمير المؤمنين عليه السلام محمد بن أبي بكر فقال: سلها هل وصل إليها شئ من الرماح والسهام؟ فسألها قالت: نعم وصل إلى سهم خدش رأسي، وسلمت من غيره. الله بيني وبينكم. فقال محمد: والله ليحكمن عليك يوم القيامة ما كان بينك وبين أمير المؤمنين حتى تخرجي عليه وتؤلبين الناس على قتاله، وتنبذي كتاب ا