أعذر فيما بيني وبين الله عز وجل وبينهم! فقام إليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون علي جورا في حكم؟ قالوا: لا. قال: فحيفا في قسم؟ قالوا: لا. قال: فرغبة في دنيا أخذتها لي ولأهل بيتي دونكم فنقمتم علي فنكثتم بيعتي؟ قالوا: لا. قال: فأقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا. قال: فما بال بيعتي تنكث وبيعة غيري لا تنكث! إني ضربت الأمر أنفه وعينه فلم أجد إلا الكفر أو السيف...؟!).
وفي شرح الأخبار: 1 / 394: (عن أبي البختري، قال: لما انتهى علي صلوات الله عليه إلى البصرة خرج إليه أهلها مع طلحة والزبير وعائشة، فعبأ علي صلوات الله عليه أصحابه. ثم أخذ المصحف وبدأ بالصف الأول، فقال: أيكم يتقدم إلى هؤلاء ويدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟ فخرج إليه شاب يقال له: مسلم فقال: أنا يا أمير المؤمنين. فتركه، ومال إلى الصف الثاني، فقال: من منكم يأخذ هذا المصحف ويمضي إلى هؤلاء القوم ويدعوهم إلى ما فيه، وهو مقتول؟ فلم يجبه أحد! وجاءه مسلم فقال: أنا أخرج إليهم به يا أمير المؤمنين. فأعرض عنه. وتقدم إلى الصف الثالث، وقال لهم مثل ذلك. فلم يخرج الله منهم أحد، وعرض له مسلم، فقال: أنا يا أمير المؤمنين! فلما رأى أنه لم يخرج إليه أحد دفع إليه المصحف فمضى نحو القوم، فلما رأوه رشقوه بالنبل، وقرأه عليهم ودعاهم إلى ما فيه، ثم خرج إليه رجل منهم فضربه بالسيف على حبل عاتقه من يده اليمنى التي فيها المصحف فأخذ المصحف بيده اليسرى فضربه الرجل حتى قتله!). انتهى. وفي هامشه عن كتاب الجمل ص 182: وكانت أمه حاضرة وحملته وجاءت به إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهي تبكي وتقول:
يا رب إن مسلما دعاهم * يتلو كتاب الله لا يخشاهم فخضبوا من دمه فناهم * وأمهم قائمة تراهم تأمرهم بالقتل لا تنهاهم!