المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص، وكان من بني أمية، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، وبريدة الأسلمي.
ومن الأنصار: أبو الهيثم بن التيهان، وسهل وعثمان ابنا حنيف، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأبي بن كعب، وأبو أيوب الأنصاري.
قال: فلما صعد أبو بكر المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم لبعض: والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله! وقال آخرون منهم: والله لئن فعلتم ذلك إذا أعنتم على أنفسكم، فقد قال الله عز وجل: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنين عليه السلام لنستشيره ونستطلع رأيه، فانطلق القوم إلى أمير المؤمنين بأجمعهم فقالوا: يا أمير المؤمنين تركت حقا أنت أحق به وأولى به من غيرك، لأنا سمعنا رسول الله يقول: علي مع الحق والحق مع علي يميل مع الحق كيفما مال. ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، فجئناك لنستشيرك ونستطلع رأيك فما تأمرنا؟ فقال أمير المؤمنين: وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حربا، ولكنكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين.....
فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم صلى الله عليه وآله، ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ للعذر، وأبعد لهم من رسول الله صلى الله عليه وآله إذا وردوا عليه.
فسار القوم حتى أحدقوا بمنبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان يوم الجمعة، فلما صعد أبو بكر المنبر قال المهاجرون للأنصار: تقدموا وتكلموا، فقال الأنصار للمهاجرين: بل تكلموا وتقدموا أنتم، فإن الله عز وجل بدأ بكم في الكتاب.....
فأول من تكلم به خالد بن سعيد بن العاص، ثم باقي المهاجرين، ثم بعدهم الأنصار.... فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص (ابن العاص الأموي) وقال:
إتق الله يا أبا بكر، فقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ونحن محتوشوه يوم بني قريظة حين فتح الله له باب النصر، وقد قتل علي بن أبي طالب عليه السلام يومئذ عدة