سمعت أنين العباس فقام رجل من القوم فأرخى من وثاقه شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما بالي لا اسمع أنين العباس فقال رجل من القوم أرخيت من وثاقه شيئا قال افعل ذلك بالأسارى كلهم.
ولما قدم بالأسارى إلى المدينة قال رسول الله للعباس افد نفسك يا عباس وابني أخويك عقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحرث بن عبد المطلب وخليفتك عتبة بن جحد فإنك ذو مال، قال انى كنت مسلما ولكن القوم استكرهوني قال الله أعلم باسلامك ان يكن ما ذكرت حقا فالله يجزيك فأما ظاهر أمرك فقد كان علينا، وكان العباس أحد العشرة الذين ضمنوا طعام أهل بدر ونحر كل واحد يوم نوبته عشرا من الإبل وكان حمل معه عشرين أوقية من الذهب ليطعم بها الناس وكان يوم بدر في نوبته فأراد ان يطعم ذلك اليوم فاقتتلوا وبقيت العشرون الأوقية فأخذت منه حين اخذ واسر في الحرب فكلم النبي ان يحسبها في فدائه فأبى صلى الله عليه وآله فقال: انه شئ خرجت تستعين به علينا فلا اتركه لك قال تركتني أتكفف قريشا ما بقيت فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فأين الذهب الذي دفعته إلى أم الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها انى لا أدرى ما يصيبني في وجهي هذا فان حدث في حادث فهو لك ولعبد الله ولعبيد الله وللفضل ولقثم يعنى بنيه: فقال العباس: وما يدريك قال أخبرني به ربى جل جلاله فقال العباس: اشهد انك صادق والذي بعثك بالحق يا رسول الله ما علم بهذا غيري وغيرها وإني لأعلم انك رسول الله ثم فدى نفسه وابني أخويه وحليفه.
قيل وفى العباس نزلت يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم مما اخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم، قوله تعالى ان يعلم الله في قلوبكم خيرا أي ايمانكم، قال العباس: فأبدلني الله عشرين عبدا تاجرا يضربون بمال كثير وأدناهم بعشرين الف مكان العشرين أوقية وأعطاني زمزم وما أحب ان لي بها جميع أموال مكة وأنا أنتظر المغفرة من ربى.