من صلب طاهر إلى رحم * إذا مضى عالم بدا طبق حتى احتوى بيتك المهيمن من * خذف عليا تحتها النطق وأنت لما ولدت أشرقت الأرض * وضاءت بنورك الأفق فنحن في ذلك الضياء وفى * النور وسبل الرشاد نحترق فقال النبي صلى الله عليه وآله يا عم جزاك الله خيرا ومكافاتك على الله ثم قال معاشر الناس احفظوني في عمى العباس وانصروه ولا تخذلوه.
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن شعبة مولى ابن عباس عن ابن عباس قال: أرسل العباس بن عبد المطلب إلى بنى عبد المطلب فجمعهم عنده وكان على " ع " عنده بمنزلة لم يكن أحد بها، فقال العباس: يا بن أخي انى قد رأيت رأيا لم أحب ان اقطع فيه شيئا حتى أستشيرك فقال على " ع " ما هو قال ندخل على النبي صلى الله عليه وآله فنسئله إلى من هذا الأمر من بعده فان كان فينا لم نسلمه والله ما بقى في الأرض عن طارق وان كان في غيرنا لم نطلبه بعد ابدا قال على " ع " يا عم وهل هذا الأمر إلا إليكم وهل أحد ينازعكم في هذا الأمر.
وفى رواية ان العباس وعليا " ع " دخلا على النبي صلى الله عليه وآله فسئله العباس عن ذلك فلم يجبه هل هو فيهم أم في غيرهم بل قال لهما أنتم المظلومون أنتم المقهورون، هذه روايتنا معشر الشيعة فان قلت هذا ينافي ما تدعونه من أن النبي قد نص على أمير المؤمنين وبين فرض طاعته ودعى الأمة إلى اتباعه لأنه لو كان الامر كذلك لم يكن أقول العباس المذكور معنى. قلت قد أجاب عن هذا السؤال شيخنا المفيد قدس الله روحه في كتاب العيون والمحاسن فقال إن العباس رض انما سئل النبي صلى الله عليه وآله عن كون الامر فيهم بعده على الوجوب وتسليم الأمة لهم وهل المعلوم عند الله تعالى تمكنهم منه وعدم الحيلولة بينهم وبينه فيطمئن بذلك قلبه ويسكن إلى وصوله إلى غرضه وعدم المنازع وتمكينهم من الامر أو يغلبون عليه وبحال بينهم وبينه، فيسأل النبي صلى الله عليه وآله ان يوصى لهم