ابن حارثة فان قتل فعبد الله بن رواحة لا ما يزعمه عامة المحدثين من أن الأمير الأول زيد بن حارثة ثم جعفر ثم عبد الله. وكان جعفر رض عنده من الولد ثمانية ذكور عبد الله ومحمدا الأكبر قتل مع عمه أمير المؤمنين بصفين وعون ومحمد الأصغر قتلا بالطف مع ابن عمهما الحسين وحميد وحسين وعبد الله الأصغر وأمهم جميعا أسماء بنت عميس الخثعمية رض.
العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم النبي صلى الله عليه وآله وآخر من مات من أعمامه صلى الله عليه وآله، أمه نثيلة وقيل نثلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر وكان مولده قبل الفيل بثلاث سنين وكان أسن من النبي صلى الله عليه وآله بسنتين وقيل بثلاث.
روى أنه قيل له أيكما أكبر أنت أم النبي صلى الله عليه وآله قال هو أكبر منى وانا ولدت قبله: وكان رئيسا في الجاهلية في قريش واليه عمارة المسجد الحرام والسقاية بعد أبي طالب " ع ": وكان وسيما جميلا أبيض له ضفيرتان معتدل القامة وقيل كان طويلا حتى أنه كان يقبل المرأة وهي في هودجها على البعير قال من رآه أطول من رأينا العباس، يطوف بالبيت وكأنه فسطاط أبيض، وكان اجهر الناس صوتا. قيل إنه كان يزجر السباع عن الغنم فيفتق مرارة السبع في جوفه، وسئل بعضهم كيف لم تتفتق مرارات الغنم فقال إنها كانت الفت صوته ولقد أتتهم غارة فصاح يا صباحاه فأسقطت الحوامل وكان يقف على سلع فينادى غلمانه وهم بالغابة وبين الغابة وسلع وهو جبل في وسط المدينة ثمانية أميال وكان النبي صلى الله عليه وآله يحترم عمه العباس.
أخرج أبو محمد الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه ارشاد القلوب ان النبي صلى الله عليه وآله قال في غير موطن وصية منه في العباس ان عمى العباس بقية الأباء والأجداد فاحفظوني فيه كل في كنفي وانا في كنف عمى العباس فمن آذاه فقد آذاني ومن عاداه فقد عاداني سلمه سلمى وحربه حربي، واخرج