بنى هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم ابن مرة أو عدى فما الامر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن على أبا حسن فاشدد بها كف حازم * فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي فقال على " ع " لأبي سفيان: انك تريد أمرا لسنا من أصحابه وقد عهد إلى رسول الله عهدا وانا عليه، فتركه أبو سفيان وعدل إلى العباس في منزله فقال يا أبا الفضل أنت لها أهل وأحق بميراث ابن أخيك إمدد يدك لأبايعك فلا يختلف عليك الناس بعد بيعتي إياك. فضحك العباس وقال يا أبا سفيان يدفعها على " ع " ويطلبها العباس فرجع أبو سفيان خائبا.
وروى عن البراء بن عازب انه قال: لم أزل لبني هاشم محبا فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله خفت ان تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله صلى الله عليه وآله فكنت أتردد لبني هاشم وهم عند النبي في الحجرة وأتفقد وجوه قريش فإني لكذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر وإذا قائل يقول القوم في (سقيفة بنى ساعدة) وإذا قائل آخر يقول بويع أبو بكر، فلم ألبث وإذا أنا بابى بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعته من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلا خبطوه وقدموه فمدوا يده فمسحوها على يد أبى بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى، فأنكرت عقلي وخرجت اشتد حتى انتهيت إلى بنى هاشم والباب مغلق فضربت عليهم الباب ضربا عنيفا وقلت قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة! فقال العباس ثربت أيديكم آخر الدهر أما أبى قد أمرتكم فعصيتموني فمكثت أكابد ما في نفسي ورأيت في الليلة المقداد وأبا ذر وعبادة بن الصامت وأبا الهيثم بن التيهان وحذيفة وعمارا وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين، وبلغ ذلك أبا بكر وعمر فأرسلا إلى أبى عبيدة والمغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي فقال المغيرة الرأي أن تلقوا العباس