لكعب أثبت في غنمنا هنا حتى آتي هذا الرجل يعنى النبي صلى الله عليه وآله فاسمع كلامه وأعلم ما عنده فأقام كعب ومضى بجير إلى النبي صلى الله عليه وآله فسمع وآمن به فبلغ ذلك كعب فغضب وقال:
ألا بلغا عنى بجيرا رسالة * فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا سقاك بها المأمون كأسا روية * وأنهلك المأمون منها وعلكا ففارقت أسباب الهدى وتبعته * على أي شئ ويب غيرك دلكا على مذهب لم تلف أما ولا أبا * عليه ولم تعرف عليه أخا لكا فان أنت لم تفعل فلست بآسف * ولا قائل اما عثرت لعا لكا وأرسل بها إلى بجير فلما وقف عليها أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فلما سمع قوله سقاك المأمون قال صلى الله عليه وآله مأمون والله وذلك انهم كانوا يسمون رسول الله المأمون ولما سمع صلى الله عليه وآله قوله على مذهب ويروى على خلق لم تلف اما البيت قال صلى الله عليه وآله أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ثم إن رسول الله قال من لقى منكم كعب بن زهير فليقتله وذلك عند انصرافه صلى الله عليه وآله عن الطائف فكتب إليه أخوه بجير بهذه الأبيات:
أمن مبلغ كعبا فهل لك في التي * تلوم عليها باطلا وهي أحرم إلى الله لا العزى ولا اللات وحده * فتنجو إذا كان النجاء وتسلم لدى يوم لا تنجو وليس بمفلت * من الناس الا طاهر القلب مسلم فدين زهير وهو لا شئ دينه * ودين أبى سلمى على محرم وكتب بعد هذه الأبيات ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد أهدر دمك وانه قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه ومن بقى من شعراء قريش كابن الزبعري وهبيرة بن أبي وهب قد هربوا في كل وجه وما أحسبك ناجيا فإن كان لك في نفسك حاجة فصر إليه فإنه يقبل من أتاه تائبا ولا يطالبه بما تقدم قبل الإسلام فلما بلغ كعبا الكتاب أتى إلى مزينة لتجيره من رسول الله صلى الله عليه وآله فأبت ذلك