فقال سليمان للفرزدق كيف تراه قال أراه شر أهل جلدته ثم قام وهو يقول: (وخير الشعر أشرفه رجالا وشر الشعر ما قال العبيد) وكان نصيب عبدا أسود لرجل من أهل القرى فكاتب على نفسه، ومدح عبد العزيز بن مروان فاشترى ولاءه، وللفرزدق في مفاخر أبيه أشياء كثيرة، وأما جده صعصعة بن ناجية فأنه كان عظيم القدر في الجاهلية واشترى ثلاثين موؤدة وفى ذلك يقول الفرزدق مفتخرا:
وجدي الذي منع الوائدات * وأحيى الوئيد فلم يوئد ويقال انه أحيى الف موؤدة وحمل الف فرس وهو أول من أسلم من أجداد الفرزدق وقد ذكره ابن عبد البر في كتاب (الاستيعاب) في جملة الصحابة وكان الفرزدق في الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين.
قال ابن شرحة الفرزدق أشعر الناس.
وعن يونس لولا الفرزدق لذهب شعر العرب.
وقيل لابن هبيرة ين سيد أهل العراق قال الفرزدق هجاني ملكا ومدحني سوقة. وقال أبو عمر ولم أر بدويا أقام في الحضر إلا فسد لسانه غير رؤبة والفرزدق.
وكان بينه وبين جرير من المهاجاة والمعاداة ما هو مشهور.
قال جرير أدركت الفرزدق ولم يبق من أسنانه الأسن واحدة ولو كان له سنان لأكلني.
ومن أخبار الفرزدق ان النوار بنت أعين المجاشعية خطبها رجل من بنى أمية فرضيته وجعلت أمرها إلى الفرزدق فقال لها أشهدي بذلك على نفسك ففعلت واجتمع الناس لذلك فتكلم الفرزدق وقال اشهدوا إني قد تزوجتها وأصدقتها كذا كذا فانا ابن عمها وأحق الناس بها فبلغ ذلك النوار فأبته وجزعت واستترت منه ونافرته إلى عبد الله بن الزبير فلما قدمت نزلت على خولة بنت