لمن وقع عليه الفعل " وهذا " المعنى ممالا يعقل فيه الانقضاء ابدا " بداهة " ان الشيئ بعد وقوعه لا ينقلب عما هو عليه " فصدق " المشتق حال تلبسه وانقضائه على نحو واحد " واما " اسم الآلة فان الهيئة فيه موضوعه لاسناد المبدء إلى ما يقوم به بالتهئ والاستعداد بمعنى انها موضوعة لإفادة صلاحية الموضوع لقيام المبدء به فلا يشترط فيها التلبس بالمبدء أصلا (بداهة) صدق المفتاح مع عدم التلبس بالفتح في زمان من الأزمنة (الأمر الثالث) انه قد ظهر مما ذكرنا سابقا ان المبادى مأخوذة (1) بشرط لا والمشتقات لا بشرط وهذا انما يتم فيما إذا كان المبدء غير الذات كما في صفات الممكن واما ما كان المبدء فيه عين الذات كما في صفات الواجب فيشكل الامر فيها فلابد من الإلتزم بما ذهب إليه صاحب الفصول (قده) من نقل الصفات فيه تبارك وتعالى عن المعاني اللغوية وهو أيضا مما لا يمكن أن يلتزم به لاستلزامه تعطيل العقول عن فهم الأوراد والاذكار بالكلية والتحقيق في الجواب أن يقال إن صفات الله تبارك وتعالى التي مرجعها إلى العلم والقدرة على ما هو المعروف وإن كانت عين ذاته وبعضها عين الاخر الا انها بحسب الخارج واما بحسب اللحاظ فقد تؤخذ لا بشرط ويصح حمل بعضها على بعض واخرى بشرط لا فلا يكون قابلة للحمل ونمثل لذلك مثالا عرفيا تقريبا للأذهان (فنقول) ان النفس الناطقة الانسانية نسبتها إلى معلوماتها وتصوراتها نسبة الخلق والايجاد فقد تلاحظ التصورات بما انها تحت حيطتها بحيث تفنى بغفلة النفس عنها ولو آنا ما فيعبر عنها بالقدرة والإحاطة والاستيلاء
(٨٤)