اليمن " اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن " " لعلكم تفلحون " أي في الدنيا والآخرة - وقال ابن جرير: حدثني يونس أنبأنا ابن وهب أنبأنا أبو صخر عن محمد بن كعب القرظي أنه كان يقول في قول الله عز وجل " واتقوا الله لعلكم تفلحون " يقول: اتقوني فيما بيني وبينكم لعلكم تفلحون يقول: غدا إذا لقيتموني - انتهى تفسير سورة آل عمران والله الحمد والمنة نسأله الموت على الكتاب والسنة آمين.
سورة النساء قال العوفي عن ابن عباس: نزلت سورة النساء بالمدينة. وكذا روى ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير وزيد بن ثابت وروى من طريق عبد الله بن لهيعة عن أخيه عيسى عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما نزلت سورة النساء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا حبس " وقال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا أبو البختري عبد الله بن محمد شاكر حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا مسعر بن كدام عن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال: إن في سورة النساء لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها " إن الله لا يظلم مثقال ذرة " الآية و " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه " الآية و " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " و " ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك " الآية ثم قال: هذ إسناد صحيح إن كان عبد الرحمن سمع من أبيه فقد اختلف في ذلك.
وقال عبد الرزاق أخبرنا معمر عن رجل عن ابن مسعود قال: خمس آيات من النساء لهن أحب إلى من الدنيا جميعا " إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم " وقوله " وإن تك حسنة يضاعفها " وقوله " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وقوله " ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما " رواه ابن جرير. ثم روى من طريق صالح المري عن قتادة عن ابن عباس قال: ثماني آيات نزلت في سورة النساء خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت أولهن " يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب الله عليكم والله عليم حكيم " والثانية " والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " والثالثة " يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا " ثم ذكر قول ابن مسعود سواء يعني في الخمسة الباقية - وروى الحاكم من طريق أبي نعيم عن سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن ابن أبي مليكة سمعت ابن عباس يقول: سلوني عن سورة النساء فإني قرأت القرآن وأنا صغير ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
بسم الله الرحمن الرحيم يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (1) يقول تعالى آمرا خلقه بتقواه وهي عبادته وحده لا شريك له ومنبها لهم على قدرته التي خلقهم بها من نفس واحدة وهي آدم عليه السلام " وخلق منها زوجها " وهي حواء عليها السلام خلقت من ضلعه الأيسر من خلقه وهو نائم فاستيقظ فرآها فأعجبته فأنس إليها وأنست إليه. وقال أبن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا وكيع عن أبي هلال عن قتادة عن ابن عباس قال: خلقت المرأة من الرجل فجعلت نهمتها في الرجل وخلق الرجل من الأرض فجعلت نهمته في الأرض فاحبسوا نساءكم. وفي الحديث الصحيح " إن المرأة خلقت من ضلع وأن أعوج شئ في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن استمتعت بها اسمتعت بها وفيها عوج " وقوله " وبث