بدعاء دون ما دعا به للأنصاري ثم قال: " حرمت النار على عين دمعت - أو بكت - من خشية الله وحرمت النار على عين سهرت في سبيل الله ". وروى النسائي منه " حرمت النار " إلى آخره عن عصمة بن الفضل عن زيد بن الحباب به وعن الحارث بن مسكين عن ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح به وأتم وقال في الروايتين: عن أبي علي البجيني. " حديث آخر " قال الترمذي: حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا بشر بن عمار وحدثنا شعيب بن زريق أبو شيبة عن عطاء الخراساني عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ". ثم قال: حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شعيب بن زريق قال: وفى الباب عن عثمان وأبي ريحانة " قلت " وقد تقدما ولله الحمد والمنة.
" حديث آخر " قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن غيلان حدثنا رشدين عن زياد عن سهل بن معاذ عن أبيه معاذ بن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " من حرس من وراء المسلمين متطوعا لا بأجرة سلطان لم ير النار بعينه إلا تحلة القسم فإن الله يقول: وإن منكم إلا واردها ". تفرد به أحمد رحمه الله. " حديث آخر " روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطى رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد أخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة، كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " فهذا آخر ما تيسر ايراده من الأحاديث المتعلقة بهذا المقام ولله الحمد على جزيل الانعام وعلى تعاقب الأعوام والأيام. وقال ابن جرير: حدثني المثنى حدثنا مطرف بن عبد الله المديني حدثنا مالك بن زيد بن أسلم قال: كتب أبو عبيدة إلى عمر بن الخطاب يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم فكتب إليه عمر: أما بعد فإنه مهما ينزل بعبد مؤمن من منزلة شدة يجعل الله له بعدها فرجا وإنه لن يغلب عسر يسرين وإن الله تعالى يقول " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " وهكذا روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك من طريق محمد بن إبراهيم ابن أبي سكينة قال: أملي على عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس وودعته للخروج وأنشدها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة وفي رواية سنة سبع وسبعين ومائة.
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت أنك في العبادة تلعب من كان يخضب خده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب أو كان يتعب خيله في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك والغبار الأطيب ولقد أتانا من مقال نبينا * قول الصحيح صادق لا يكذب لا يستوي غبار خيل الله في * أنف امرئ ودخان نار تلهب هذا كتاب الله ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب قال فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام فلما قرأه ذرفت عيناه وقال: صدق أبو عبد الرحمن ونصحني ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟ قال قلت: نعم قال: فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا وأملى على الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة: إن رجلا قال: يا رسول الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال " هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟ " فقال يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم " فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت المجاهدين في سبيل الله أو ما علمت أن الفرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات "؟ وقوله تعالى " واتقوا الله " أي في جميع أموركم وأحوالكم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى