قال " قل الحق وإن كان مرا " قلت زدني قال " لا تخف في الله لومة لائم " قلت زدني قال " يردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تحب وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك أو تجد عليهم فيما تحب " ثم ضرب بيده صدري فقال يا أبا ذر " لا عقل كالتدبير ولا ورع كالكف ولا حسب كحسن الخلق ". وروى الإمام أحمد عن أبي المغيرة عن معان بن رفاعة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أمر الصلاة والصيام والصدقة وفضل آية الكرسي ولا حول ولا قوة إلا بالله وأفضل الشهداء وأفضل الرقاب ونبوة آدم وأنه مكلم وعدد الأنبياء والمرسلين كنحو ما تقدم. وقال عبد الله بن الإمام أحمد وجدت في كتاب أبي بخطه حدثني عبد المتعالي بن عبد الوهاب حدثنا يحمى بن سعيد الأموي حدثنا مجالد عن أبي الوداك قال: قال أبو سعيد هل تقول الخوارج بالدجال قال: قلت لا فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني خاتم ألف نبي أو أكثر وما بعث نبي يتبع إلا وقد حذر أمته منه وإني قد بين لي فيه ما لم يبين وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخامة في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب دري معه من كل لسان ومعه صورة الجنة خضراء يجري فيها الماء وصورة النار سوداء تدخن " وقد رويناه في الجزء الذي فيه رواية أبي يعلى الموصلي عن يحيى بن معين حدثنا مروان بن معاوية حدثنا مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني أختم ألف ألف نبي أو أكثر ما بعث الله من نبي إلى قومه إلا حذرهم الدجال " وذكر تمام الحديث هذا لفظه بزيادة ألف وقد تكون مقحمة والله أعلم. وسياق رواية الإمام أحمد أثبت وأولى بالصحة ورجال إسناد هذا الحديث لا بأس بهم وقد روى هذا الحديث من طريق جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال الحافظ أبو بكر البزار حدثنا عمرو بن علي حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا مجالد عن الشعبي عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني لخاتم ألف نبي أو أكثر وإنه ليس منهم نبي إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني قد بين لي ما لم يبين لاحد منهم وإنه أعور وإن ربكم ليس بأعور " قوله " وكلم الله موسى تكليما " وهذا تشريف لموسى عليه السلام بهذه الصفة ولهذا يقال له الكليم وقد قال الحافظ أبو بكر بن مردويه حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان المالكي حدثنا مسيح بن حاتم حدثنا عبد الجبار بن عبد الله قال جاء رجل إلى أبي بكر بن عياش فقال سمعت رجلا يقرأ " وكلم الله موسى تكليما " فقال أبو بكر ما قرأ هذا إلا كافر قرأت على الأعمش وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى بن وثاب على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي على علي بن أبي طالب وقرأ علي بن أبي طالب على رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكلم الله موسى تكليما " وإنما اشتد غضب أبي بكر بن عياش رحمه الله على من قرأ كذلك لأنه حرف لفظ القرآن ومعناه وكان هذا من المعتزلة الذين ينكرون أن يكون الله كلم موسى عليه السلام أو يكلم أحدا من خلقه كما رويناه عن بعض المعتزلة أنه قرأ على بعض المشايخ " وكلم الله موسى تكليما " فقال له يا ابن اللخناء كيف تصنع بقوله تعالى " ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه " يعني أن هذا لا يحتمل التحريف ولا التأويل وقال ابن مردويه حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن الحسين بن بهرام حدثنا محمد بن مرزوق حدثنا هانئ بن يحيى عن الحسن بن أبي جعفر عن قتادة عن يحيى بن وثاب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لما كلم الله موسى كان يبصر دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ". وهذا حديث غريب وإسناده لا يصح وإذا صح موقوفا كان جيدا وقد روى الحاكم في مستدركه وابن مردويه من حديث حميد بن قيس الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كان على موسى يوم كلمه ربه جبة صوف وكساء صوف وسراويل صوف ونعلان من جلد حمار غير ذكي " وقال ابن مردويه بإسناده عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: إن الله ناجى موسى بمائة ألف كلمة وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام وصايا كلها فلما سمع موسى كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب عز وجل. وهذا أيضا إسناد ضعيف فإن جويبر أضعف والضحاك لم يدرك ابن عباس رضي الله عنهما. فأما الأثر الذي رواه ابن أبي حاتم وابن مردويه وغيرهما من طريق الفضل بن عيسى الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أنه. قال لما كلم الله موسى يوم الطور كلمه بغير الكلام الذي كلمه يوم ناداه فقال له موسى يا رب هذا كلامك الذي كلمتني به قال: لا يا
(٦٠١)