منه شيئا وديوان لا يغفره الله. فأما الديوان الذي لا يغفره الله فالشرك بالله " قال الله عز وجل " إن الله لا يغفر أن يشرك به " الآية وقال " إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة " وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين الله من صوم يوم تركه أو صلاة فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا فظلم العباد بعضهم بعضا القصاص لا محالة " تفرد به أحمد. " الحديث الثاني " قال الحافظ أبو بكر البزار في مسنده: حدثنا أحمد بن مالك حدثنا زائدة بن أبي الزناد النمري عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " الظلم ثلاثة فظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يترك الله منه شيئا: فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك وقال " إن الشرك لظلم عظيم " وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا حتى يدين لبعضهم من بعض ". " الحديث الثالث " قال الإمام أحمد : حدثنا صفوان بن عيسى حدثنا ثور بن يزيد عن أبي عون عن أبي إدريس قال: سمعت معاوية يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا " ورواه النسائي عن محمد بن مثنى عن صفوان بن عيسى به.
" الحديث الرابع " قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا عبد الحميد حدثنا شهر حدثنا ابن تميم أن أبا ذر حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن الله يقول: يا عبدي ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان منك يا عبدي إنك إن لقيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لقيتك بقرابها مغفرة " تفرد به أحمد من هذا الوجه.
" الحديث الخامس " قال الإمام أحمد. حدثنا عبد الصمد حدثنا أبي حدثنا حسين بن بريدة أن يحيى بن يعمر حدثه أن أبا الأسود الديلي حدثه أن أبا ذر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت: وإن زنى وإن سرق قال " وإن زنى وإن سرق " قلت وإن زنى وإن سرق قال " وإن زنى وإن سرق " ثلاثا. ثم قال في الرابعة " على رغم أنف أبي ذر " قال فخرج أبو ذر وهو يجر إزاره وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر وكان أبو ذر يحدث بهذا بعد ويقول: وإن رغم أنف أبي ذر. أخرجاه من حديث حسين به. " طريق أخرى " لحديث أبي ذر قال أحمد: حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة عشاء ونحن ننظر إلى أحد فقال " يا أبا ذر قلت: لبيك يا رسول الله قال: ما أحب أن لي أحدا ذاك عندي ذهبا أمسي ثالثة وعندي منه دينار إلا دينارا أرصده يعنى لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا فحثا عن يمينه وعن يساره وبين يديه قال: ثم مشينا فقال: يا أبا ذر إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا " فحثا عن يمينه ومن بين يديه وعن يساره قال ثم مشينا فقال: " يا أبا ذر كما أنت حتى أتيك " قال: فانطلق حتى توارى عني قال: فسمعت لغطا فقلت لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له قال فهممت أن أتبعه قال فذكرت قوله " لا تبرح حتى آتيك " فانتظرته حتى جاء فذكرت له الذي سمعت فقال " ذاك جبريل أتاني فقال من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " قلت وإن زنى وإن سرق قال " وإن زنى وإن سرق " أخرجاه في الصحيحين من حديث الأعمش به وقد رواه البخاري ومسلم أيضا كلاهما عن قتيبة عن جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن زيد بن وهب عن أبي ذر قال: خرجت ليلة من الليالي فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده وليس معه إنسان قال فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد قال: فجعلت أمشي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال " من هذا " فقلت أبو ذر جعلني الله فداك قال " يا أبا ذر تعال " قال فمشيت معه ساعة فقال لي " إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فجعل يبثه عن يمينه وشماله وبين يديه ووراءه وعمل فيه خيرا " قال:
فمشيت معه ساعة فقال لي " اجلس ههنا " فأجلسني في قاع حوله حجارة فقال لي " اجلس ههنا حتى أرجع إليك " قال فانطلق في الحرة حتى لا أراه فلبث عني حتى إذا طال اللبث ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول " وإن زنى وإن سرق " قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت يا نبي الله جعلني الله فداك من تكلم في جانب الحرة فإني سمعت