عليه السلام. قال محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله: هو عمران بن ياشم بن ميشا بن حزقيا بن إبراهيم بن غرايا ابن ناوش بن أجر بن بهوا بن نازم بن مقاسط بن إيشا بن إياذ بن رخيعم بن سليمان بن داود عليهما السلام فعيسى عليه السلام من ذرية إبراهيم كما سيأتي بيانه في سورة الأنعام إن شاء الله تعالى وبه الثقة.
إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم (35) فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم (36) امرأة عمران هذه هي أم مريم عليها السلام وهي حنة بنت فاقوذ. قال محمد بن إسحاق: وكانت امرأة لا تحمل فرأت يوما طائرا يزق فرخه فاشتهت الولد فدعت الله تعالى أن يهبها ولدا فاستجاب الله دعاءها فواقعها زوجها فحملت منه فلما تحققت الحمل نذرت أن يكون محررا أي خالصا مفرغا للعبادة لخدمة بيت المقدس فقالت: يا رب " إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم " أي السميع لدعائي العليم بنيتي ولم تكن تعلم ما في بطنها أذكرا أم أنثى " فلما وضعتها قالت: رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت " قرئ برفع التاء على أنها تاء المتكلم وأن ذلك من تمام قولها وقرئ بتسكين التاء على أنه من قول الله عز وجل " وليس الذكر كالأنثى " أي في القوة والجلد في العبادة وخدمة المسجد الأقصى " وإني سميتها مريم " فيه دليل على جواز التسمية يوم الولادة كما هو الظاهر من السياق لأنه شرع من قبلنا وقد حكى مقررا وبذلك ثبتت السنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال " ولد لي الليلة ولد سميته باسم أبي إبراهيم " أخرجاه وكذلك ثبت فيهما أن أنس بن مالك ذهب بأخيه حين ولدته أمه إلى رسول الله صلى الله عليه فحنكه وسماه عبد الله. وفي صحيح البخاري: أن رجلا قال: يا رسول الله ولد لي الليلة ولد فما أسميه؟ قال " سم ابنك عبد الرحمن " وثبت في الصحيح أيضا: أنه لما جاء أبو أسيد بابنه ليحنكه فذهل عنه فأمر به أبوه فرد إلى منزلهم فلما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس سماه المنذر فأما حديث قتادة عن الحسن البصري عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كل غلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم السابع ويسمى ويحلق رأسه " فقد رواه أحمد وأهل السنن وصححه الترمذي وروى ويدمى وهو أثبت وأحفظ والله أعلم. وكذا ما رواه الزبير بن بكار في كتاب النسب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عق عن ولده إبراهيم وسماه إبراهيم فإسناده لا يثبت وهو مخالف لما في الصحيح ولو صح لحمل على أنه اشتهر اسمه بذلك يومئذ والله أعلم وقوله إخبارا عن أم مريم أنها قالت " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " أي عوذتها بالله عز وجل من شر الشيطان وعوذت ذريتها وهو ولدها عيسى عليه السلام فاستجاب الله لها ذلك كما قال عبد الرزاق أنبأنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مولود يولد إلا مسه الشيطان حين يولد فيستهل صارخا من مسه إياه إلا مريم وابنها " ثم يقول أبو هريرة اقرؤا إن شئتم " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " أخرجاه من حديث عبد الرزاق ورواه ابن جرير عن أحمد بن الفرج عن بقية عن الزبيدي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه وروي من حديث قيس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مولود إلا وقد عصره الشيطان عصرة أو عصرتين إلا عيسى ابن مريم ومريم " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " ومن حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن أبي يونس عن أبي هريرة ورواه ابن وهب أيضا عن ابن أبي ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة ورواه محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأصل الحديث وهكذا رواه الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج قال: قال أبو